الأحد ١٠ ربيع الثاني، ١٤٣٨
٣٠٠ “300”
إسبارطة، هي المدينة التي تدور فيها أحداث هذا الفيلم الذي أدهش العديد منا وجذبه. تصوير وإخراج ومونتاج هائل أخرج لنا تلك المعركة التي دارت بين الإسبارطيين والفرس في محاولة من الأخير الاستيلاء على المدينة،
وفي مشاهد مذهلة خرج الثلاث مئة رجل بقيادة حاكم المدينة بشجاعة وبسالة ليواجهوا أفواجاً هائلة من الفرس وأعوانهم بأعداد تفوق الإسبارطيين بآلاف المرات، ولكن إيمانهم بحريتهم وحبهم وولائهم لمدينتهم جعلهم كالأسود لا يأبهون شيئاً ولا يخافون كثرة عدد.
حارب الإسبارطيون لآخر قطرة في دمهم في مشاهدٍ تفوق الخيال ولم ينج منهم إلا رجلاً كان بليغاً في سرد القصص والتاريخ ليسرد لبقية قومه شجاعة ملكهم ومن كانوا معه ويؤجج في قلوبهم الإيمان بقوتهم وأنهم يجب أن لا يرضخوا للفرس وأن يحاربوا وينتصروا وبالفعل نجح في ذلك.
ونجح الفلم بالفعل في إبهارنا بقوة وشجاعة وبسالة الإسبارطيين وملكهم وتمنينا لو أننا نملك ذلك الإيمان بالحرية وأن نقتدي بهم. ولكن، استوقفني اسم الفيلم “٣٠٠”!؟ ألم تكن هناك معركة غزى فيها رسول الله صل الله عليه وسلم المشركين وكان عدد المسلمين ٣٠٠ مقاتل ونيف بينما كان المشركين يفوقونهم في العدد بنحو ألف مقاتل؟.
أو ليس نفس العدد؟ أوليست نفس القصة؟ ولكن هيهات أن أقارن شخص برسولي الحبيب صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم.
كانت تلك المعركة هي غزوة بدر، معركة انتصر فيها المسلمون على قريش – في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة – نصراً ساحقاً توالت بعده الانتصارات حتى مَنّ الله على المسلمين بفتح مكة في العشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
تدور أحداث الغزوة عند آبار بدر التي تبعد قرابة مئة وثلاثين كيلومتراً تقريباً إلى الجهة الجنوبية الغربيّة من المدينة المنورة، بين مكة والمدينة. استشار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقام المهاجر الجليل المقداد بن عمرو رضي الله عنه وقال قولته الشهيرة: (يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجلدنا معك من دونه، حتى تبلغه).
وزاد القيادي البارز الأنصاري الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه فقام وقال: (فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوًا غدًا، وإنا لصبُر في الحرب صدُق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله). هكذا كان الإيمان وهكذا كانت الشجاعة والبسالة عند المسلمين.
وصل المسلمون إلى الآبار ووصل جيش قريش إليها، وصفَّ رسول الله صل الله عليه وسلم جيشه الثلاث مئة وحرضهم على القتال وإخلاص النية لله تعالى وبدأ يدعو الله في مشهد مليء بالإثارة والحماسة والعزم والقوة والإصرار وعدم الخوف من قلة عددهم ومواجهة أعدائهم الذين يفوقونهم بالعدد.
تقدم قادة من قريش منهم عتبة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة للمبارزة كما جرت العادة في الغزوات آنذاك، فبرز رجال من الأنصار لمواجهتهم فرفضهم القريشيون وطلبوا رجالا من المهاجرين، فما كان من الرسول صل الله عليه وسلم إلا أن أمر عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وحمزة وعلي بن أبي طالب بمواجهتهم رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم، فقتلوا قادات قريش مما شجع جيش المسلمين وزاد من معنوياتهم وأحبط قريش وأصابهم بالخوف، فما كان من الأخيرين إلا أن هاجموا غاضبين على قتلاهم في معركة فاقت التصور ومشاهد شجاعة من المسلمين لا يمكن وصفها ولا بألف مشهد سينمائي متقن الإنتاج والإخراج، فقد كانت الملائكة جند من جنود الله أمد الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم ليكونوا عوناً له واستجابة لدعواته وتثبيتاً لإيمان المسلمين، فكانت الرؤوس تتطاير هنا وهناك والدماء تتناثر على ثياب المجاهدين يتحلون بها بكل فخر واعتزاز لنصرتهم التي مَنّ الله بها عليهم ومشاهد الخوف والرعب على وجوه المشركين ابلغ من تُصَور أو تُمَثل في فيلم هوليوودي.
انتصر المسلمون على قلة عددهم وانتهت المعركة بمقتل نحو سبعين رجل من قريش أبرزهم كان أبو جهل عمرو بن هشام، أمية بن خلف وعتبة بن ربيعة. وأُسِرَ منهم سبعين آخرين، وتشتت بقيتهم وعادوا جماعات وأفراد مهزومين.
هكذا كانت معركة الثلاث مئة مجاهد في سبيل الله وقائدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وناصرهم الله بالحق مادهم بملائكته معززاً لهم دينهم. معركة لا يستهان بها ولا تقل روعة وحماسة وشجاعة وقوة إيمان عن أي معركة أخرى من غزوات الرسول لنشر الدين الحق. فأين نحن من أولاء القدوات وأين أبنائنا من معرفة سيرة أكبر قدوة وأعظم رجل على وجه الأرض محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم.
٣٠٠ “300”
إسبارطة، هي المدينة التي تدور فيها أحداث هذا الفيلم الذي أدهش العديد منا وجذبه. تصوير وإخراج ومونتاج هائل أخرج لنا تلك المعركة التي دارت بين الإسبارطيين والفرس في محاولة من الأخير الاستيلاء على المدينة،
وفي مشاهد مذهلة خرج الثلاث مئة رجل بقيادة حاكم المدينة بشجاعة وبسالة ليواجهوا أفواجاً هائلة من الفرس وأعوانهم بأعداد تفوق الإسبارطيين بآلاف المرات، ولكن إيمانهم بحريتهم وحبهم وولائهم لمدينتهم جعلهم كالأسود لا يأبهون شيئاً ولا يخافون كثرة عدد.
حارب الإسبارطيون لآخر قطرة في دمهم في مشاهدٍ تفوق الخيال ولم ينج منهم إلا رجلاً كان بليغاً في سرد القصص والتاريخ ليسرد لبقية قومه شجاعة ملكهم ومن كانوا معه ويؤجج في قلوبهم الإيمان بقوتهم وأنهم يجب أن لا يرضخوا للفرس وأن يحاربوا وينتصروا وبالفعل نجح في ذلك.
ونجح الفلم بالفعل في إبهارنا بقوة وشجاعة وبسالة الإسبارطيين وملكهم وتمنينا لو أننا نملك ذلك الإيمان بالحرية وأن نقتدي بهم. ولكن، استوقفني اسم الفيلم “٣٠٠”!؟ ألم تكن هناك معركة غزى فيها رسول الله صل الله عليه وسلم المشركين وكان عدد المسلمين ٣٠٠ مقاتل ونيف بينما كان المشركين يفوقونهم في العدد بنحو ألف مقاتل؟.
أو ليس نفس العدد؟ أوليست نفس القصة؟ ولكن هيهات أن أقارن شخص برسولي الحبيب صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم.
كانت تلك المعركة هي غزوة بدر، معركة انتصر فيها المسلمون على قريش – في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة – نصراً ساحقاً توالت بعده الانتصارات حتى مَنّ الله على المسلمين بفتح مكة في العشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
تدور أحداث الغزوة عند آبار بدر التي تبعد قرابة مئة وثلاثين كيلومتراً تقريباً إلى الجهة الجنوبية الغربيّة من المدينة المنورة، بين مكة والمدينة. استشار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقام المهاجر الجليل المقداد بن عمرو رضي الله عنه وقال قولته الشهيرة: (يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجلدنا معك من دونه، حتى تبلغه).
وزاد القيادي البارز الأنصاري الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه فقام وقال: (فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوًا غدًا، وإنا لصبُر في الحرب صدُق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله). هكذا كان الإيمان وهكذا كانت الشجاعة والبسالة عند المسلمين.
وصل المسلمون إلى الآبار ووصل جيش قريش إليها، وصفَّ رسول الله صل الله عليه وسلم جيشه الثلاث مئة وحرضهم على القتال وإخلاص النية لله تعالى وبدأ يدعو الله في مشهد مليء بالإثارة والحماسة والعزم والقوة والإصرار وعدم الخوف من قلة عددهم ومواجهة أعدائهم الذين يفوقونهم بالعدد.
تقدم قادة من قريش منهم عتبة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة للمبارزة كما جرت العادة في الغزوات آنذاك، فبرز رجال من الأنصار لمواجهتهم فرفضهم القريشيون وطلبوا رجالا من المهاجرين، فما كان من الرسول صل الله عليه وسلم إلا أن أمر عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وحمزة وعلي بن أبي طالب بمواجهتهم رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم، فقتلوا قادات قريش مما شجع جيش المسلمين وزاد من معنوياتهم وأحبط قريش وأصابهم بالخوف، فما كان من الأخيرين إلا أن هاجموا غاضبين على قتلاهم في معركة فاقت التصور ومشاهد شجاعة من المسلمين لا يمكن وصفها ولا بألف مشهد سينمائي متقن الإنتاج والإخراج، فقد كانت الملائكة جند من جنود الله أمد الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم ليكونوا عوناً له واستجابة لدعواته وتثبيتاً لإيمان المسلمين، فكانت الرؤوس تتطاير هنا وهناك والدماء تتناثر على ثياب المجاهدين يتحلون بها بكل فخر واعتزاز لنصرتهم التي مَنّ الله بها عليهم ومشاهد الخوف والرعب على وجوه المشركين ابلغ من تُصَور أو تُمَثل في فيلم هوليوودي.
انتصر المسلمون على قلة عددهم وانتهت المعركة بمقتل نحو سبعين رجل من قريش أبرزهم كان أبو جهل عمرو بن هشام، أمية بن خلف وعتبة بن ربيعة. وأُسِرَ منهم سبعين آخرين، وتشتت بقيتهم وعادوا جماعات وأفراد مهزومين.
هكذا كانت معركة الثلاث مئة مجاهد في سبيل الله وقائدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وناصرهم الله بالحق مادهم بملائكته معززاً لهم دينهم. معركة لا يستهان بها ولا تقل روعة وحماسة وشجاعة وقوة إيمان عن أي معركة أخرى من غزوات الرسول لنشر الدين الحق. فأين نحن من أولاء القدوات وأين أبنائنا من معرفة سيرة أكبر قدوة وأعظم رجل على وجه الأرض محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم.