• ×

قائمة

Rss قاريء

الدراما التعليمية كأحد أساليب التدريس الحديثة في تعلم اللغة العربية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط


*من بين النظريات التي اعتبرت عملية التعليم أساس الحياة بكامل أبعادها، هي النظرية البنائية، حيث تركز على التعلم لا التعليم، وتتبلور أهمية النظرية في بناء المعرفة لدى الطلبة من خبرات الماضي، لإيجاد الحلول للحاضر، وصقل التوقعات والتحديات للمستقبل، وقد استندت النظرية البنائية على مبدأين أولهما أن المعرفة لا تنقل إلى الفرد وهو سلبي متلقي وإنما يبني فهمه بنفسه وبطريقة نشطة، ويتمثل المبدأ الثاني في أن عملية الإدراك عند الفرد عملية تكيف تخدم تنظيم عالمه التجريبي وليست عملية اكتشاف للحقائق المطلقة (زيتون، 2007 ).
*ويرتبط السلوك الإدراكي بعمل الحواس الخمسة، سواء أكان الإدراك يعتمد على حاسة واحدة أو على تفاعل أكثر من حاسة في نفس الوقت، ويجب توفر شروط للإدراك الجيد من بينها توفير بيئة غنية بالمثيرات التي تُعد المحفز لزيادة الدوافع الموجهة لفهم البيئة المحيطة به، فالتعلم الفعال يتطلب إدراك فعال للمثيرات ودمجها مع خبرات المتعلم لإعطائها معنى، وتساعد المتعلم على تنمية البنية المعرفية لديه (العتوم، 2004). والمواد التعليمية لا تصل إلى الطالب سواء بشكل مقروء أو مروي بقدر ما يتحقق ذلك عندما يكون الصف ميدانًا لعرض المفردات والمفاهيم بطريقة مسرحية درامية ممتعة وشيقة (أبو مغلي وهيلات، 2008).[/right]
* *وجاءت أهمية دمج الدراما كإحدى الطرق الفاعلة في إثارة اهتمام الطلبة للتعلم، فالبناء الدرامي هو تفاعل الإنسان مع البيئة، مع إمكانية أن يكون كل عضو في جسم الإنسان عنصرًا دراميًا، وتكمن أهميته في التعليم بأن يتعلم الإنسان من خلال أعضائه، وتفاعل تلك الأعضاء مع البيئة (جماد وإنسان) وبتفاعله معها ينتج التعلم (الكردي، 2003).
ويعد أسلوب الدراما التعليمية من الأساليب الحديثة التي يمكن اتباعها في التدريس؛ فهو أسلوب فعال يوظّف نشاط الطالب، ويساعده في التعلم من خلال لعب الأدوار في المواقف الحياتية والخيالية المنوعة، فيؤدي إلى تعميق الوعي عند الطالب؛ ويعمل على تنمية قدراته في التعبير والتفكير الناقد وتعزيز الثقة في الاعتماد على النفس وأخذ القرارات؛ فالمتعلم من خلال تفاعله مع الدور يستخدم أحاسيسه وطاقاته كلها، ليكتشف المعلومة بنفسه أو بمساعدة زملائه بعيداً عن التلقين المباشر.* وللدراما في التربية والتعليم استراتيجيات كثيرة ومتنوعة، كتمثيل أدوارٍ مستقاة من الحياة العامة في مواقف اجتماعية مختلفة، فمن خلال حوار الشخصيات يتضح المفهوم اللغوي؛ حيث يتم التركيز في هذه الأنشطة على اللغة السليمة؛ فاللغة أساس التعبير والاتصال، ويمكن للدور التمثيلي أن يكون أداة فعالة لنمو اللغة عند الطلبة؛ فهو يعطي الطالب فرصة لاستخدام اللغة والتعامل معها بموجب المواقف. وهذا الأسلوب يفيد بصورة خاصة في تنمية القدرة على التعبير اللغوي، فضلاً عن تعلم المضمون المطروح بأسلوب غير مباشر، وبذلك يتم تطوير مداركه الحسية واللغوية والعاطفية، ويحصل على فوائد تتجلى في إكساب العملية التعليمية صفة العمل الجماعي، والتعليم التعاوني المتبادل بين الطلبة أنفسهم، وبينهم وبين المعلم بأسلوب منظم وهادف.
كما أنها تثري قدرة الطالب على التعبير عما بداخله، وتساعده على التخلص من بعض انفعالاته الضارة، وتروض جسمه وتنمي حواسه من خلال اللعب الدرامي والتعبير الحركي، وتساعده على فهم نفسه وقدراته ومواهبه ومن ثم تنمية شخصيته، وتزيد من معلوماته، وتثري قاموسه اللغوي وتنمي خياله وحسه النقدي، وتشعره بالمتعة والبهجة.
* والمعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها ويؤدي حقها بمهنيه عالية، وأن كل شجرة معطاء لابد أن تمنح ثمارها، وأن من أعظم الثمار التي يجنيها كل من يعمل بهذه المهنة هو بناء شخصية الطالب الناجح والناضج والصالح النافع لنفسه ولأسرته ولوطنه. لكن لا بد من توفير الوسائل والدعم الكامل لهذا المعلم، كاهتمام معدي المناهج بإثراء وتضمين المناهج المدرسية بشكل عام ومناهج اللغة العربية بشكل خاص على مسرحيات درامية تعليمية عند تطويرها، وتفعيل دور الدراما التعليمية والمسرح في التعليم. وإدخال هذا الأسلوب في دليل المعلم، وتدريب المعلمين على استخدام أسلوب الدراما التعليمية من أجل توظيفها في تدريس اللغة العربية.


قائمة المراجع
زيتون، عايش. (2007). النظرية البنائية واستراتيجيات تدريس العلوم، عمان، الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع.
العتوم، عدنان. (2004). علم النفس المعرفي: النظرية والتطبيق، عمان، الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
أبو مغلي، لينا وهيلات، مصطفى. ( 2008 ). الدراما والمسرح في التعليم: النظرية والتطبيق، مصر: دار الحامد.
[right]الكردي، وسيم. (2003). المشكالية: نحو حوار حواري من الصوت المفرد إلى الأصوات المتعددة، رام الله، فلسطين: مؤسسة عبد المحسن القطان للنشر.

بواسطة : فاطمة القايدي/جدة
 0  0  8.0K

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات