منال فدعق - جدة
ما هو أهم ما يمكن أن يكون لدينا ؟؟
سؤالٌ قد تختلف و تتعدد فيه الإجابات
و يعتقد البعض أنه المال رغم أن معظم من لديهم المال ليسوا سعداء. وقد يظن آخرين أنه الحب اعتقاداً منهم أنه لا يمكن العيش بدونه،و قد تكون السعادة إحدى الإحتمالات إلا أنها ليست صحيحة كسابقها الذين لن نحصل عليهم إلا بحصولنا على ما هو أهم منهم،فما هو ذلك الأهم يا ترى؟! إنها القيم الجيدة، نعم القيم أهم من المال و الحب و السعادة و أي شيء آخر بل و أهم من المشاعر الذاتية التابعة للرغبات الشخصية،أُدرِكُ تماما أن فهم هذا الأمر صعب جدا لكثير من الناس في الزمن الحالي الذي يتضح فيه الصراع الشديد بين المشاعر و القيم، نعم هناك تضارب مثير واقعٌ في نفس كل شخص بين ما يشعر به والقيمة التي يفكر فيها و هذا أمرٌ طبيعي في حدود بحسب العمر، التربية، الفكر، التعليم و الوعي الديني وهو يحتاج الى تقنين و ضبط سواءً في تعاملنا مع أنفسنا أو الآخرين. أما أن تترك أمورنا لحياة الغاب دون قيمةٍ، مثوبةٍ، عقاب، أو نظام فذلك ما يسموه الدمار الشامل. فمعظم الأخطاء الحاصلة في سلوكياتنا كبشر هي صادرةُ من أُناس قد يفتقدوا القيم الأخلاقية العالية أو أُناس يعيشون بدون قيم أخلاقية بسبب شعورهم بأنهم يريدوا أن يفعلوا ما يرضيهم و إن لم يتفق مع القيم. فأين نحن من القيم؟. و هل هناك فرق بين القيم والعادات؟. و هل كل العادات تحمل في طيها قيم صحيحة؟ وهل لك ولي قيمٌ ثابتة راسخة أم أنها تتغير بحسب الحدث، والبشر؟ إن أول مفتاح لتكوين حضارة ديناميكية هو القيم و المعتقدات و كلاهما يسوقنا إلى مواقف و توجهات و هذه بدورها تقودنا إلى سلوك و يصبح السلوك بعد ذلك عادة. و بملاحظة العادات يمكننا ترجمة القيم التي تكونت أصلا في مراحل مبكرة جداً من حياتنا من قِبل الأهل، الناس المحيطين بِنَا، و الخبرات سواءً كانت سلبية أو إيجابية. فالقيم الجيدة هي أكثر شي مهم يمكن أن يكون لدى أي شخص و بدونها سيكون العالم مكان سيّء للعيش فيه . فأفضل الناس و أطيبهم و أروعهم و أكثرهم ذوقا هم أولئك الذين يصارعون مشاعرهم كل يوم ليعيشوا بقيمةٍ أكانت دينية، اجتماعية، أخلاقية، مالية أو خلافه وهذا واجبٌ على كلاً منا ليكسب روعة من يصاحب. فنحن وحدنا الذين يمكننا أن نحدد القيم التي نحتاجها لنكون الأشخاص الذين نريد أن نكون مراعين في ذلك قدر القيمة بدلا من مشاعرنا تجاهها.