بـ قلم / هيفاء محبوب
* هل نُقاس ونرقى بشهادة أم بالأخلاق ؟!!!
ـ كثيرا مايتردد على ذاهنتي هذا السؤال ، وتتشابك الأحداث تُمايز بين من يطغى ويتجبر ويتباهى ويتعنْصر عنجهية بحرف يسبق اسمه، وبين آخر هذا الحرف يزيده تواضعا ، ورفقا ، ولينا ، ووصالا بين الآخرين ، بل وينصهر بينهم ، ويسود بحبه لهم ، وفهمه لعناصر الحوار قبل إصدار القرار ، ومن يجهله لا يكاد يظن أنه من أصحاب الحرف الخارق.
ـ تقلد الأخلاق وثاقا له ، واعتلى بها على رزمة الورق التي كدَّ واجتهد للحصول عليها كي ينمو ويرتقي بنفسه مع الآخرين.
ـ بينما نلمس ردات فعل معاكسة من ذوي الشهادات الفاخرة ، والمناصب الساحرة ، وهذه المواقف تزيد من ضآلتهم أمام حجم مايحملونه فوق كهولهم من شهادات لها مسميات تصعق الآذان ، وتطير بلبِّ الألباب ، ومانمذجوا به أنفسهم للآخرين ، ودفعوهم كي ينصبوا لهم مناصب القدوة ، ليتمثل بهم الكبير قبل الصغير حذوا بهم، مواقف تخِرُّ بهم في دهاليز عاتمة ، فقد يتعثرون بقشرة لِبِّ في طريقهم ، ويعجزون عن إحتواء الموقف ، ومراعاة مشاعر الآخرين.
ـ هذا الموقف البسيط قد يجتازه أبسط الناس بحكمة وروية ، وحنكة بالغة ، محافظين على تماسك الصف ، ووحدة الكلمة ، واجتماع القلوب والآمال والأهداف في مواطن الراحة والأمان ، سعيا بهم لمدارج العلى والكمال يدا بيد ، لا صعوداً منفردا بأنًا مريضة.
موقف بسيط يُسقط في الحضيض من تكبد حمل الألقاب والأوسمة بدون أخلاق تُذيب الفوارق وتمحو العنصرية وتقتل الديكتاتورية الحمقاء المنبوذة الهالكة في غياهب الجحيم.
ـ فهذا رسولنا الأمي بِخُلقه القويم ملك قلوب الثقلين في كل زمان ومكان وقال عنه خالق الأكوان " وإنك لعلى خلق عظيم " .
ـ خاسر من جعل قيمته بقيمة ورقة حصل عليها تسمى شهادة بلا أخلاق ، بلا حياة ، بلا تطبيق .
ـ خاسر من جعلها تُمكنه من السيطرة على الآخرين بدون وجه حق.
ـ خاسر من فقد محبة واحترام الآخرين سعيا لصدارة زائفة ، ليُرضي بها غروره وأنفته.
ـ خاسر من لا يزن خُلُقه جناح ذبابة مريضة.
# فمن قيمتُه من ورق ؛ بعثرته الرياح .
* سنرحل ويبقى الأثر ـ هيفاء محبوب