عبد العزيز شيبان دغريري - جازان
ما أجمل الصَّباح عندما تصحو من نومك على صوت الديك بوقت الآذان وتغاريدِ العصافير ، وكلّن يتجهز إلى عمله وفلاحه ، والآخر يجول القرى والمدن بسيارته ليحصل على قوت يومه ليسد به جوع أولاده ومستلزماتهم ، والآخر يطلب يد العون من هذا وهذا .. ومن خلف الستارةِ هناك يتيم بين أربعة جدران لا أباً لا أمّاً لا اخوةْ ٌ... لا يعلم إلى أين يذهب وإلى أين يسير اتعبتَه الوِحدَة ِ..
أين نحنُ عنهم ولماذا نبتعد عمَّن يحتاجنا ، سيأتي يوم وتمرَّ بما مرَّ به هؤلاء وتستشعر حينها لذلّ النَّفس وتحتاج لمن يمدّ لك العون فإن الحياة ذهابا و إيابت ممزوجة بين استقبال ومغادرة مهما عشْتَ ستموت ، ومهما أحببت من شِئت فإنه مفارقك لا محالة ..في يدك سَحايب لماذا تحرِم نفسك منها وتتركها ضامية في يوم لا ينفع إلا عملك الصّالح فماذا اعددنا لهذا اليوم ،، ضع نفسك أيها المتغمّس بين الدراهم مكان الفقير ، اليتيم ،
تذكر أخي اليتيم
تذكر أخي الفقير
تذكري أختي الأرملة
أن الله قريب من المنكسرةِ قلوبهم ، رحيم بمن يرحم عبادِه ، لايحقر شيئاً من المعروف ولو كلمةً طيّبة ، فإن اليتيم هو الذي لا كاسب له ، وليس له قوَّة يكتسب بها ، فلهذا أكثر الله تعالى من ذِكرِ اليتيم في كتابه العزيز ، أوصى الله تعالى بالأيتام عبادِه ، وحضّهم ورغبّهم في إيصال الخير والإحسان إليهم، وفرض عليهم في أموالهم حقاً للأيتام والفقراء والمساكين ، لنكن لليتيم كالأب ،
قال تعالى 《 فأما اليتيم فلا تقهر 》فالنحرص على عدم الإساءة لليتيم ولا تنْهرَه ، بل أكرمه وأعطه م تيسَّر ، واصنع به كما تُحب أن يصنع بولدك من بعدك ، وهناك الكثير ينتظر الأعياد بشغفٍ ليشتري كل جديد وهو في قمّة السرور وهناك من يأتي العيد وهو متغّمسٌ بدموع اليُتمِ والفقر لا أحد يشاركه فرحة الأعياد ، يلبسون ملابسهم المرقَّعة ..
فأين أصحاب القلوب اللَّينة عن هؤلاء !؟ .
الكاتب / عبد العزيز شيبان دغريري