نبراس-هنادي عباس - جدة
وأخيراً قد تكون فرجت (عون رئيساً للجمهورية اللبنانية)
يا لها من معادلة أفاضت في القلب غصة وأشغلت الرأي العام الدولي والمحلي الى أن وصلت لحد الإشمئزاز السياسي الذي أدى الى بتجاذباته السلبية لفائدة لبربما إيجابية بالوصول الى حل وإنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
لقد بدأ الشغور الرئاسي يموت في أعين المجتمع الدولي شيئاً فشيئاً فلم يعد محط إهتمام في ظل كل التجاذبات السياسية والصراعات الداخلية وأيضاً الإنشغال الدولي بالحروب الخارجية التي أخذت طابع الإهتمام الأول والأهم لديها فقد فرض الصراع الدولي والإقليمي في المنطقة حالة من الذعر السياسي والخوف من تقسيماتٍ تشرذم المنطقة برمتها ليأتي بعدها لبنان في أدنى قائمة الأولويات السياسية والترقب وضخ الزخم السياسي لمن سيكون رئيساً لجمهوريتها بعدما كان يشغل هذا المنصب معظم الدول خصوصاً كما كانت قبل اتفاقية الطائف تتصارع من أجل تحقيق الرأي الأول والأخير لها في تولي الرئاسة اللبنانية لتضمن قوة نفوذها داخلياً ويكون بذلك لبنان مرهوناً لأجندات السياسات الخارجية .
إن الاختلاف قائم منذ أن خُلق الخلق سواء في الجنس أو العرق أو المعتقد مقترناً هذا الاختلاف بالصراعات التاريخية المتعددةِ الأسباب.
ولأن لبنان بلد طائفي ومتعدد المذاهب وللأسف أنه محكومٌ للطائفية السياسية البغضاء لا الطائفية الدينية الانسانية المعتدلة التي ترتكز على بنية العيش المشترك فإنه من الصعب جداً لا بل المستحيل أن تتماسك القوة الداخلية في إتخاذ القرارات المصيرية للبلد لا سيما أن الطائفيةً السياسية تخضع لتلك الأجندات الخارجية بالتموين والدعم والهيمنة مكتسبة تحقيق دور حقيقي لها في فرض سيطرتها.
وإذا ألقينا نظرة شمولية للوضع الإقليمي والعربي والحروب الجارية نجد أن منطلقها سياسياً سلطوياً ومكاسبها محاصصات سياسية مقسمة بضمانة من الحليف المُآزر.
وهذا ما حصل في لبنان اليوم ولكن بعد موت الهامة السياسية المتمثّلة في رئاسة الجمهورية في أعين الناس وعدم إعطاء الأهمية القصوى لذلك خصوصاً بعد إتفاق الطائف الذي كان بمثابة قطع الريش الأكبر للطاووس
(وليبقى الطاووس طاووساً )والفراغ الذي دام أكثر من سنتين ونصف،
إن كل هذه المعطيات كانت كفيلة لموته دولياً وإقليماً أيضاً خصوصاً أن معظم الدول الكبرى التي كانت العراب الأساسي في تعيين الرئيس وصناعة السياسية اللبنانية منذ استقلاله في ٢٢/ت٢/ ١٩٤٣م وصلت اليوم الى القول بأن أزمة الفراغ الرئاسي هي شأن داخلي محض ويجب على القيادات اللبنانية بجميع طوائفها ومذاهبها التوافق على رئيس قوي يكون لكل اللبنانيين دون تميز ومعظمنا يعلم والسياسيون يدركون أنه (كلامٌ من وراء القلب) وأن ما في داخل السياسات الخارجية مغايرٌ لذلك
ولكن برهة؛ فكما يقال؛ ( هي كلمة حق يراد بها باطل )
وأنا أقول ؛(إن كانت حقاً كلمة حق ولكن لنمنحها الفرصة)
إن الصراع الدولي والاقتتالِ الدموي والمنتهك لكافة الحقوق الانسانية ونشوء جماعات داعشية إرهابية ضالة ومضلة في العالم وخصوصاً في الشرق الأوسط والحروب التي زُجت بها الدول العربية في ظل إرتهانها للغرب وسياسته وغيرها من دول التسيس والتدنيس لتصل حد اليأس على وصلت إليه الساحة اللبنانية من تحقيق ضمانات داخلية تدفعها الى تحقيق مرادها وضخها للاموال مقابل ضمانات سياسية وحقائب داخلية وأدراك القيادات اللبنانية لهذه الحقائق بعدما دقت ساعة الخسارة الكبرى لدى بعض الحلفاء في المال والهيبة والتصدع في الموقف وتسير تحت قاعدة ؛
(أن الشفاء البسيط أفضل من الموت السريع)
كل ذلك كان الدافع الأساسي لتخلي بعض الدول عن ملف الرئاسة ولتخلى ساحة الصراع الرئاسي من منازعيها وتفيض بمرشح إستقطب أكبر عدد من التحالف الذي كان جل حلمه الرئاسة ليقوده حلمه الى قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالرئاسة ولعل غداً لناظره قريب
فهل سيكون حلمه رؤية تتجلى بالتحقق أم حلماً يبدده واقع مذهبي بغيض؟!.
#هنادي_عباس_كاتبة_ومستشارة_دولية