فاطمة العواد. - يتبع
من أكثر ما ألاحظه على نفسي والأخرون من حولي هي لحظات التحول النفسي الذي نمر به بسبب إما بلوغنا عمرا جديدا كمثل مرور خمس سنوات على العقد الذي دخلناه كأن نكون في اال30 و نصل إلى الخمسة و ثلاثون, أو حصول حدثٍ درامي إما إيجاباً أو سلباً ليجعلنا نعيد حساباتنا من جديد.
أياً كانت الأسباب, لا أحد معصوم من لحظات التشرنق النفسي حيث تنغلق الروح على ذاتها لتحاول ترميم ما تحطم بصمت , أو لتحاول فهم شيء حدث أمامها فلم يكن ذو دلالاتٍ واضحة , و الأسوء حينما تصاب الروح بصدمة عاطفية من أي نوعٍ كان, فتظل بعدها تحاول إنقاذ ذاتها من تهديد الغرق في إكتئاب محتم أو الخروج منه في حال كان قد غرقت فيه مسبقاً.
المزعج في هذه اللحظات, ليست ذاتها و لكن المحيطين بنا, وجدت أن الكثيرون لا يفهمون معنى حاجة المرء إلى الإنعزال قليلا بذاته كي يعيد قراراته, يرتب أفكاره ربما لمنحى جديدٍ أفضل, يعزي نفسه في خسائر نفسيةٍ أو عاطفيةٍ كانت عزيزة عليه و تركت ذلك الفراغ المرير, الذي يشعر به في كل لفتة و لحظة.
بات الفضول يقتل الناس, لا يجدونك تبقى في حالة من الصمت أو الحزن ربما, إلا و تتوالى الأسئلة الفظة, لم أنت هكذا؟
لقد تغيرت؟ ما الذي حدث؟ لم لا تتحدث؟
قد لا يكون الواحد منا راغباً هذه اللحظة بالمشاركة, فبعض الجراح تكون دامية جدا على أن يفتح المرء فمه فتسيل دموعه تسبق كلماته.
لا أحد يريد أن يكون مشهداً باكٍ أمام الأخرين. على الأقل ليس دائماً, لذا على المرء أن يكون كيساً فطناً لما يراه من العلامات من حوله , فشخص فقد عزيزا في موت أو فراق , يفضل أن يترك و شأنه ليلعق جراحه في هدوء و يعيش العزاء النفسي حتى يطيب و ينهض من جديد, مع البقاء بالقرب منه لشد يده في حال ظهر عليه الجزع أو إنهار, بيد أن الحديث في ذات الموضوع كلما قابله شخصُ ما لهو من أكثر الأشياء فظاظة وتسبيبا للألم.
و شخص ثانٍ قد اكتشف أنه مصاب بمرض ما أو يتعايش مع مرض محتم النهاية, أليس حرياً بنا أن نكون مصدر السعادة دون الإشارة إلى علته في كل فرصة سانحة, إن الحياة مع الأمراض المستعصية قصة عذاب صامتة يعيشها صاحبها في ثوانٍ قبل لحظات وكل يوم وكل سنة, دون أن يشكو لأن جسده يشكو بما فيه الكفاية, فيزهد في إخبار الأخرين عن معاناته و يفضل عيش أيامه وكأنه طبيعي لا يشكو من شيء.
كما أن الإحباط النفسي الناتج عن فشلاٍ اجتماعي أو دراسي أو مهني, هو مرارة يتجرعها صاحبها بشكلاٍ صادم, فيحتاج إلى البقاء أحياناً بمعزل عن الأخرين كي يقيم نفسه, ربما آداؤه, أو يكتشف في شرنقته النفسية أن ذلك المجال لم يكن مناسباً له, فيكون عليه تقبل الخسارة والإنطلاق في طريقٍ جديد يشقه بالجد والمثابرة.
مثله ليس في حاجة لأن يتم تذكريه بأنه لم يكن عليه فعل هذا أو ذاك, أو ازعاجه بالإقتراحات التي قد تضيع عليه الطريق فلا يعرف ما يريد القيام به, في النهاية, تلك حياته, ليس لأحدٍ الحق في منح اقتراحٍ وكأنه قانون يجب أن يتبع.
إن الفشل, الخسائر العاطفية, التغيير المفاجئ, أو الفقد؛ كلها في النهاية تحتاج من الإنسان وقفة تطول وتقصر حسب حاجته, هذه الوقفة هي نوعُ من الموت المؤقت و الإختباء في حنايا الروح كشرنقة نفسية صامتة هادئة لا تصدر صوتاً أو تثير ضجةً حتى تكتمل, وتنهي كل ما كان يشوب ما بداخلها من فوضى نفسية, ضياع و حاجة لتحدث مع القلب والعقل لإعادة تقييم الذات من كل شبرٍ فيها, ومن ثم, حينما يحين الوقت, وفقط حينما يحين, تتفتح هذه الشرنقة التي بليت والتصق فيها الماضي و الألم لتشرق عن إنسانٍ جديد, لا يشبه الذي سبقه ولا يختلف عنه في المضمون الروحي.
فينهض عالماً بما يريده, يعرف طريقه, و لديه خطة للمضي قدماً وتقدماً في مشوار الحياة الطويل بعينان واثقتان تماماً.
البعض يشرقون من شرانقهم كأفضل شيءٍ يمكن لمن يعرفهم أن يراهم عليه, والبعض تكون الشرنقة هي حياتهم للأبد فلا يعرفون كيفية الخروج منها إلى النور.
إنها شرنقة! مجرد نُزُلٍ لغيبوبة بسيطة, كي ننهض بعدها مثل شمسٍ ساطعة, ليس علينا البقاء طويلاً جداً هناك, لإنها ستتحول من شرنقة إلى كهف, و سوف ننسى أنفسنا وينسانا الأخرون.
خذ لحظة لتفكر, هل كنت في حاجة إلى التشرنق منذ مدة بيد أنك تتجاهل ذلك؟ لا تستهينوا بها, إنها بداية لينبوعٍ من الحياة والإبداع لن يحصل عليه أحدنا ما لم يتخذ له وقتٍ لسكون بلا حراك ليسمع صوته الداخلي يهمس له بشيء ما.
.
من أكثر ما ألاحظه على نفسي والأخرون من حولي هي لحظات التحول النفسي الذي نمر به بسبب إما بلوغنا عمرا جديدا كمثل مرور خمس سنوات على العقد الذي دخلناه كأن نكون في اال30 و نصل إلى الخمسة و ثلاثون, أو حصول حدثٍ درامي إما إيجاباً أو سلباً ليجعلنا نعيد حساباتنا من جديد.
أياً كانت الأسباب, لا أحد معصوم من لحظات التشرنق النفسي حيث تنغلق الروح على ذاتها لتحاول ترميم ما تحطم بصمت , أو لتحاول فهم شيء حدث أمامها فلم يكن ذو دلالاتٍ واضحة , و الأسوء حينما تصاب الروح بصدمة عاطفية من أي نوعٍ كان, فتظل بعدها تحاول إنقاذ ذاتها من تهديد الغرق في إكتئاب محتم أو الخروج منه في حال كان قد غرقت فيه مسبقاً.
المزعج في هذه اللحظات, ليست ذاتها و لكن المحيطين بنا, وجدت أن الكثيرون لا يفهمون معنى حاجة المرء إلى الإنعزال قليلا بذاته كي يعيد قراراته, يرتب أفكاره ربما لمنحى جديدٍ أفضل, يعزي نفسه في خسائر نفسيةٍ أو عاطفيةٍ كانت عزيزة عليه و تركت ذلك الفراغ المرير, الذي يشعر به في كل لفتة و لحظة.
بات الفضول يقتل الناس, لا يجدونك تبقى في حالة من الصمت أو الحزن ربما, إلا و تتوالى الأسئلة الفظة, لم أنت هكذا؟
لقد تغيرت؟ ما الذي حدث؟ لم لا تتحدث؟
قد لا يكون الواحد منا راغباً هذه اللحظة بالمشاركة, فبعض الجراح تكون دامية جدا على أن يفتح المرء فمه فتسيل دموعه تسبق كلماته.
لا أحد يريد أن يكون مشهداً باكٍ أمام الأخرين. على الأقل ليس دائماً, لذا على المرء أن يكون كيساً فطناً لما يراه من العلامات من حوله , فشخص فقد عزيزا في موت أو فراق , يفضل أن يترك و شأنه ليلعق جراحه في هدوء و يعيش العزاء النفسي حتى يطيب و ينهض من جديد, مع البقاء بالقرب منه لشد يده في حال ظهر عليه الجزع أو إنهار, بيد أن الحديث في ذات الموضوع كلما قابله شخصُ ما لهو من أكثر الأشياء فظاظة وتسبيبا للألم.
و شخص ثانٍ قد اكتشف أنه مصاب بمرض ما أو يتعايش مع مرض محتم النهاية, أليس حرياً بنا أن نكون مصدر السعادة دون الإشارة إلى علته في كل فرصة سانحة, إن الحياة مع الأمراض المستعصية قصة عذاب صامتة يعيشها صاحبها في ثوانٍ قبل لحظات وكل يوم وكل سنة, دون أن يشكو لأن جسده يشكو بما فيه الكفاية, فيزهد في إخبار الأخرين عن معاناته و يفضل عيش أيامه وكأنه طبيعي لا يشكو من شيء.
كما أن الإحباط النفسي الناتج عن فشلاٍ اجتماعي أو دراسي أو مهني, هو مرارة يتجرعها صاحبها بشكلاٍ صادم, فيحتاج إلى البقاء أحياناً بمعزل عن الأخرين كي يقيم نفسه, ربما آداؤه, أو يكتشف في شرنقته النفسية أن ذلك المجال لم يكن مناسباً له, فيكون عليه تقبل الخسارة والإنطلاق في طريقٍ جديد يشقه بالجد والمثابرة.
مثله ليس في حاجة لأن يتم تذكريه بأنه لم يكن عليه فعل هذا أو ذاك, أو ازعاجه بالإقتراحات التي قد تضيع عليه الطريق فلا يعرف ما يريد القيام به, في النهاية, تلك حياته, ليس لأحدٍ الحق في منح اقتراحٍ وكأنه قانون يجب أن يتبع.
إن الفشل, الخسائر العاطفية, التغيير المفاجئ, أو الفقد؛ كلها في النهاية تحتاج من الإنسان وقفة تطول وتقصر حسب حاجته, هذه الوقفة هي نوعُ من الموت المؤقت و الإختباء في حنايا الروح كشرنقة نفسية صامتة هادئة لا تصدر صوتاً أو تثير ضجةً حتى تكتمل, وتنهي كل ما كان يشوب ما بداخلها من فوضى نفسية, ضياع و حاجة لتحدث مع القلب والعقل لإعادة تقييم الذات من كل شبرٍ فيها, ومن ثم, حينما يحين الوقت, وفقط حينما يحين, تتفتح هذه الشرنقة التي بليت والتصق فيها الماضي و الألم لتشرق عن إنسانٍ جديد, لا يشبه الذي سبقه ولا يختلف عنه في المضمون الروحي.
فينهض عالماً بما يريده, يعرف طريقه, و لديه خطة للمضي قدماً وتقدماً في مشوار الحياة الطويل بعينان واثقتان تماماً.
البعض يشرقون من شرانقهم كأفضل شيءٍ يمكن لمن يعرفهم أن يراهم عليه, والبعض تكون الشرنقة هي حياتهم للأبد فلا يعرفون كيفية الخروج منها إلى النور.
إنها شرنقة! مجرد نُزُلٍ لغيبوبة بسيطة, كي ننهض بعدها مثل شمسٍ ساطعة, ليس علينا البقاء طويلاً جداً هناك, لإنها ستتحول من شرنقة إلى كهف, و سوف ننسى أنفسنا وينسانا الأخرون.
خذ لحظة لتفكر, هل كنت في حاجة إلى التشرنق منذ مدة بيد أنك تتجاهل ذلك؟ لا تستهينوا بها, إنها بداية لينبوعٍ من الحياة والإبداع لن يحصل عليه أحدنا ما لم يتخذ له وقتٍ لسكون بلا حراك ليسمع صوته الداخلي يهمس له بشيء ما.
.
الشرنقة تخص حشرة *تروق لي لأنها تدخل بهيئة معينه وتخرج بهيئة اكثر جمالاً ورقه وقوة تخرج من بعد ذلك الحيّز الضيق في المساحة ولكنه عظيم الإنتاج ....ا*
احببت *تشبيهك للتقوقع الذي يحتاجه البعض منا (بالشرنقة) وهي عزله جسديه روحيه وعقلية عظيمه تجعله بمعزل عن العالم *ليخرج بعد تلك العزله وقد رتب تلك الأمور المزدحمة والصراعات الداخلية وحصد الخسائر منها والأرباح وقوّم مااستطاع ورمم ما يُرمم وأزاح من عالمه ما يُزاح *وزرع الجديد من كل جميل سواء من أفكار اومباديء * اوعادات اوحلول *او أشخاص او أشياء...وخرجت الشرنقة من بعد تلك العزلة *بأجنحه جميله قويه لتبدأ من جديد في هذه الحياة*
جميل ما كتبتي...والاجمل أني استمتعت وانا اقرأ وأشكرك انك تحدثتي عن الأغلبية الصامته *التي تعيش ذلك الوضع * ..... *واتحفينا بالمزيد