بدر العسيري - العسيري - جده
بحلمٍ رصين انفعل بصمت . لقد أسرفت في تحديق البؤس صوب كل شيء. الحياة زانزانة .. والزنزانة لا تؤدي إلى النور هي فقط تذهب بك إلى قبرك من جديد.
جميع هؤلاء مساكين يأخذون مني الحياة باسم الضمير، ويلقون عليّ المتبقي من نظراتهم و شفقتهم. يمارسون دور الحزن بإتقان .. وحدي الذي يحدّث الشوارع عن الفرح، وحدي من يمشط الحياة بالأسئلة .. من أنتِ ؟
وحدي الذي تشعر معه الحياة، أن هنالك من ينام بصدق فوق جسدها العاري. وحدي الموبوء بلعنة البقاء فوق الأرصفة الباردة ..
ويمر آخرً ليسرق حلمي، بينما أنا نائم داخل مركبةٍ فارهة يطرق نافذتي يقلق استرسال أحلامي، لأفيق على وجهه المكتئب من الحياة، فأشرع له نافذة الحلم القصير ليقول : لا تنم بهذه الطريقة، خشية تسرّب أول أكسيد الكربون إلى صدرك، يا عزيزي كثيرون ماتوا خنقًا بهذه الطريقة. وأعتذر لأني تسببت في إزعاج سلطات هدوئك، فقد أردت إنقاذ حياتك من الخطر!
دع صدري أيها اللعين يتمرّن على هذا الذي تقوله، فأنا لم يقتلني أول أكسيد الشك، لم تقتلني عثرات الكمد، دعني استمتع بالموت وسط هذا الحلم الفاخر. لماذا توقظني على ضجيج الواقع والمركبات وأقدام العابرين فوق الرصيف؟!
أتصدّقني لو أخبرتك يا سعادة الوزير ..
أن رغيفي أخذته القطة ..
أن هندامي الجميل سرقته الريح ..
أن حذائي الفضي مزقته الغربة ..
أن ابتسامتي اتفق على قتلها شلّة لصوص يشبهونك ..
أن بلادي لا تراني .. أنّك حجبت المسامع عن صوتي !
أتصدّقني يا سعادة الوزير ..
أن مسكني معقدٌ جدًا، وأنه من فكرة لأخرى حتى ملَّ و طار ولم يعد إلى يومك هذا؟!
وأن هذا التراب أغلى من حياتي عندما أدافع عنه، وعندما أنوي شراء جزء صغير منه أيضًا، لكنه بالمجان عندما أموت ليحث على وجهي!
أتصدّقني يا سعادة الوزير
أن ثمّة لصوص يشبهونك قد امتهنوا فقري كحرفة!
وأصبحت الأرصفة غالية الثمن .. كل رصيف بمقابلٍ مادي .. يُديره متسول أنيق يشبهك !
هل تصدّق يا سعادة الوزير ..
أن المارة يصدّقون أيدي المتسولين الدخلاء على الفقر ويكذبّون ظهري الذي لم يعطهم حقيقة وجهي الحزين ..
أنت مملٌ يا سعادة الوزير ..
أنت تشبه الرصيف ..
أنت رصيف اللصوص !
بالله أين يذهب صعلوك مثلي لم يمدّ كفه لجيب معطفك؟
رجاءً لا توقظني مرةً أخرى ..
فللموت بوسط الأحلام لذة يا صديقي المحب لفعل الخير.
تصوّر ذات مرة سألني الرصيف ..
من يسرق أحلام البسطاء ؟
رفعت كتفي للأعلى و شددت شفتي بامتعاض كإجابة بلا أدري ..
نعم، يا معالي الوزير .. لا أعرف!
لا أعرف من يخذل المواطن باسم الوطن!
يا صديقي الرصيف .. لا أحد يجيب
دعك مني و من أحلام البسطاء ..
إني جائع .. فهلّا تدلني إلى دجاجة الوطن لأعلمَ أين تضع بيضها كل يوم ؟
للكاتب بدر العسيري
بحلمٍ رصين انفعل بصمت . لقد أسرفت في تحديق البؤس صوب كل شيء. الحياة زانزانة .. والزنزانة لا تؤدي إلى النور هي فقط تذهب بك إلى قبرك من جديد.
جميع هؤلاء مساكين يأخذون مني الحياة باسم الضمير، ويلقون عليّ المتبقي من نظراتهم و شفقتهم. يمارسون دور الحزن بإتقان .. وحدي الذي يحدّث الشوارع عن الفرح، وحدي من يمشط الحياة بالأسئلة .. من أنتِ ؟
وحدي الذي تشعر معه الحياة، أن هنالك من ينام بصدق فوق جسدها العاري. وحدي الموبوء بلعنة البقاء فوق الأرصفة الباردة ..
ويمر آخرً ليسرق حلمي، بينما أنا نائم داخل مركبةٍ فارهة يطرق نافذتي يقلق استرسال أحلامي، لأفيق على وجهه المكتئب من الحياة، فأشرع له نافذة الحلم القصير ليقول : لا تنم بهذه الطريقة، خشية تسرّب أول أكسيد الكربون إلى صدرك، يا عزيزي كثيرون ماتوا خنقًا بهذه الطريقة. وأعتذر لأني تسببت في إزعاج سلطات هدوئك، فقد أردت إنقاذ حياتك من الخطر!
دع صدري أيها اللعين يتمرّن على هذا الذي تقوله، فأنا لم يقتلني أول أكسيد الشك، لم تقتلني عثرات الكمد، دعني استمتع بالموت وسط هذا الحلم الفاخر. لماذا توقظني على ضجيج الواقع والمركبات وأقدام العابرين فوق الرصيف؟!
أتصدّقني لو أخبرتك يا سعادة الوزير ..
أن رغيفي أخذته القطة ..
أن هندامي الجميل سرقته الريح ..
أن حذائي الفضي مزقته الغربة ..
أن ابتسامتي اتفق على قتلها شلّة لصوص يشبهونك ..
أن بلادي لا تراني .. أنّك حجبت المسامع عن صوتي !
أتصدّقني يا سعادة الوزير ..
أن مسكني معقدٌ جدًا، وأنه من فكرة لأخرى حتى ملَّ و طار ولم يعد إلى يومك هذا؟!
وأن هذا التراب أغلى من حياتي عندما أدافع عنه، وعندما أنوي شراء جزء صغير منه أيضًا، لكنه بالمجان عندما أموت ليحث على وجهي!
أتصدّقني يا سعادة الوزير
أن ثمّة لصوص يشبهونك قد امتهنوا فقري كحرفة!
وأصبحت الأرصفة غالية الثمن .. كل رصيف بمقابلٍ مادي .. يُديره متسول أنيق يشبهك !
هل تصدّق يا سعادة الوزير ..
أن المارة يصدّقون أيدي المتسولين الدخلاء على الفقر ويكذبّون ظهري الذي لم يعطهم حقيقة وجهي الحزين ..
أنت مملٌ يا سعادة الوزير ..
أنت تشبه الرصيف ..
أنت رصيف اللصوص !
بالله أين يذهب صعلوك مثلي لم يمدّ كفه لجيب معطفك؟
رجاءً لا توقظني مرةً أخرى ..
فللموت بوسط الأحلام لذة يا صديقي المحب لفعل الخير.
تصوّر ذات مرة سألني الرصيف ..
من يسرق أحلام البسطاء ؟
رفعت كتفي للأعلى و شددت شفتي بامتعاض كإجابة بلا أدري ..
نعم، يا معالي الوزير .. لا أعرف!
لا أعرف من يخذل المواطن باسم الوطن!
يا صديقي الرصيف .. لا أحد يجيب
دعك مني و من أحلام البسطاء ..
إني جائع .. فهلّا تدلني إلى دجاجة الوطن لأعلمَ أين تضع بيضها كل يوم ؟
للكاتب بدر العسيري