اميمة عبد العزيز زاهد - جده
السعادة حلم جميل، نقضي وقتاً طويلاً نبحث عنها خارج حدودنا، ونتعقب خطواتها، ونرصد ظلها المتسرب من بين أيدينا، وبعد طول عناء نكتشف أنها تقبع في أعماقنا، وذلك حين نصل إلى حالة الرضا عن أنفسنا، ولن نرضى عن أنفسنا ونحن نظلم وندوس بأقدامنا على أكتاف من حولنا لنرتفع للأعلى، ولا يمكن أن نرضى عن أنفسنا ونحن نستخدم أساليب ملتوية، ونحتال بوسائل رخيصة لنحقق طموحاتنا على حساب غيرنا.
فإما أن نعيش سجناء للماضي، أو نعيش في انتظار المستقبل، وإما نسترجع أيامنا الحلوة وذكرياتنا السعيدة، أو نبحث في حاضرنا عن ما يجدد لنا تلك الأيام، ويزرع بداخلنا الأمان الذي كان، ونبقي بين هذا وذاك في أماكننا نتقدم خطوة واحدة في محاولة لإسعاد أنفسنا، ونتأخر خطوات للإصرار على تعاستنا، لنكتشف بأننا كنا لاهين عن حاضرنا والاستمتاع باللحظات الجميلة التي مرت بنا، وانشغلنا بالماضي الذي لن يعود، وبالتفكير بمستقبل ونحن لا نعلم سنعيش لغد أم لا، ولم نؤمن حقاً بأنه بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.
فالحياة مشوار طويل وشاق، مكتوب علينا أن نسير فيه، بكل ما فيه، وأن نتذكر بأن كل ثانية وكل دقيقة وكل ساعة تخصم من أعمارنا، ولا ندري في أي لحظة منها ستكون هي لحظتنا الأخيرة؛ لذا فلا شيء يستحق بأن يجعلنا نصل إلى مرحلة نتألم فوق آلامنا، ونزيد خوفنا خوفاً، ونعمق جروحنا نزفاً، فلماذا لا نفكر بأنه إذا أردنا أن نحيا في سعادة وراحة بال، فعلينا بتغيير نظرتنا للحياة وأن نتقبل بكل رضا قضاء الله وقدره؟ وأن نصحح أوضاعنا ونعود إلى توثيق صلتنا بخالقنا، وأن نهزم أحزاننا حتى لا تهزمنا، ونتحلى بالصبر ونتقبل واقعنا ونزرع الأمل في طريقنا، ولا نؤجل أي أمر قد يبعث السرور لأنفسنا ولأحبائنا؛ حتى نتذوق المعنى الحقيقي للحياة، ولنضع نصب أعيننا بأنه لا حزن على ما فات، ولا فرح بحاصل، ولا خوف من مستقبل، فهذه هي راحة العارف والمدرك بأن ما هو كائن هو ما ينبغي أن يكون، فالثقة بالله ثم بالنفس تعالج كل همومنا، والأيام كفيلة بأن تنسينا متاعبنا، وتشعرنا بالسلام الداخلي الذي يولد الأمان، وأن نحب أنفسنا ومن حولنا، ولا ننتقد ظروفنا، ولنبحث عن الجوانب المشرقة في حياتنا، فالسعادة لن تدق بابنا ولن تأتي إلينا، بل علينا أن نجاهد نحن في البحث عنها داخل أعماقنا، فإذا كنت تبحث عن السعادة حقاً فلا تبحث عنها بعيداً، إنها بداخلك، إنها دعوه للفرح، فدعونا نعبر عن مشاعرنا؛ حتى تتعود وجوهنا ونفوسنا على الابتسامة التي تاهت منا في زحمة الحياة.
ﺇﻥ ﺫﺭﻭﺓ ﻋطاﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻟﻴست ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻓﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ شعور ﻣﺆقت ﺯﺍﺋﻞ، ﻭﺇنما ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻫو ﺍﻟﺮﺿﺎ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺎلله ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﺘﺴﻌﺪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ ولسوف يعطيك ربك ﻓﺘﺮﺿﻰ.
أسكن الله الرضا في قلوبنا وقلوبكم
السعادة حلم جميل، نقضي وقتاً طويلاً نبحث عنها خارج حدودنا، ونتعقب خطواتها، ونرصد ظلها المتسرب من بين أيدينا، وبعد طول عناء نكتشف أنها تقبع في أعماقنا، وذلك حين نصل إلى حالة الرضا عن أنفسنا، ولن نرضى عن أنفسنا ونحن نظلم وندوس بأقدامنا على أكتاف من حولنا لنرتفع للأعلى، ولا يمكن أن نرضى عن أنفسنا ونحن نستخدم أساليب ملتوية، ونحتال بوسائل رخيصة لنحقق طموحاتنا على حساب غيرنا.
فإما أن نعيش سجناء للماضي، أو نعيش في انتظار المستقبل، وإما نسترجع أيامنا الحلوة وذكرياتنا السعيدة، أو نبحث في حاضرنا عن ما يجدد لنا تلك الأيام، ويزرع بداخلنا الأمان الذي كان، ونبقي بين هذا وذاك في أماكننا نتقدم خطوة واحدة في محاولة لإسعاد أنفسنا، ونتأخر خطوات للإصرار على تعاستنا، لنكتشف بأننا كنا لاهين عن حاضرنا والاستمتاع باللحظات الجميلة التي مرت بنا، وانشغلنا بالماضي الذي لن يعود، وبالتفكير بمستقبل ونحن لا نعلم سنعيش لغد أم لا، ولم نؤمن حقاً بأنه بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.
فالحياة مشوار طويل وشاق، مكتوب علينا أن نسير فيه، بكل ما فيه، وأن نتذكر بأن كل ثانية وكل دقيقة وكل ساعة تخصم من أعمارنا، ولا ندري في أي لحظة منها ستكون هي لحظتنا الأخيرة؛ لذا فلا شيء يستحق بأن يجعلنا نصل إلى مرحلة نتألم فوق آلامنا، ونزيد خوفنا خوفاً، ونعمق جروحنا نزفاً، فلماذا لا نفكر بأنه إذا أردنا أن نحيا في سعادة وراحة بال، فعلينا بتغيير نظرتنا للحياة وأن نتقبل بكل رضا قضاء الله وقدره؟ وأن نصحح أوضاعنا ونعود إلى توثيق صلتنا بخالقنا، وأن نهزم أحزاننا حتى لا تهزمنا، ونتحلى بالصبر ونتقبل واقعنا ونزرع الأمل في طريقنا، ولا نؤجل أي أمر قد يبعث السرور لأنفسنا ولأحبائنا؛ حتى نتذوق المعنى الحقيقي للحياة، ولنضع نصب أعيننا بأنه لا حزن على ما فات، ولا فرح بحاصل، ولا خوف من مستقبل، فهذه هي راحة العارف والمدرك بأن ما هو كائن هو ما ينبغي أن يكون، فالثقة بالله ثم بالنفس تعالج كل همومنا، والأيام كفيلة بأن تنسينا متاعبنا، وتشعرنا بالسلام الداخلي الذي يولد الأمان، وأن نحب أنفسنا ومن حولنا، ولا ننتقد ظروفنا، ولنبحث عن الجوانب المشرقة في حياتنا، فالسعادة لن تدق بابنا ولن تأتي إلينا، بل علينا أن نجاهد نحن في البحث عنها داخل أعماقنا، فإذا كنت تبحث عن السعادة حقاً فلا تبحث عنها بعيداً، إنها بداخلك، إنها دعوه للفرح، فدعونا نعبر عن مشاعرنا؛ حتى تتعود وجوهنا ونفوسنا على الابتسامة التي تاهت منا في زحمة الحياة.
ﺇﻥ ﺫﺭﻭﺓ ﻋطاﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻟﻴست ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻓﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ شعور ﻣﺆقت ﺯﺍﺋﻞ، ﻭﺇنما ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻫو ﺍﻟﺮﺿﺎ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺎلله ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﺘﺴﻌﺪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ ولسوف يعطيك ربك ﻓﺘﺮﺿﻰ.
أسكن الله الرضا في قلوبنا وقلوبكم