طارق مبروك السعيد - جدة
**منذ أن كنت صغيراً كان يتردد على مسامعي عبارة أو كلمة*الخُطّة*الـخَمْسيَّة. بصراحة لم أعرف فحوى هذه الكلمة .. وكما تعلمون كانت نظرتنا بسيطة وقريبة الأمد ولا نعي المعنى الحقيقي للكلمة ، وكان تفكيرنا محدوداً وأهدافنا وقتية مأخوذة من البراءة والصدق والطيبة . *ومع مرور الأيام وتوسع المدارك بالنظر للأفق البعيد علمنا أن عبارة الخُطّة*الـخَمْسيَّة وكما ورد في*معجم المعاني الجامع*هي مجموعة إجراءات تضعها الحكومة لتنفَّذ في خمس سنوات من أجل تطوير فروع الاقتصاد الوطنيّ ، وتحسين البنية التحتيّة ، وتنظيم جميع الأعمال التربويّة والنشاطات الثقافيّة والعلميّة التي تسهم بشكل فعّال في تطوير البلاد وتقدمها ..
الخطة الخمسية عادة هي خطة جزئية من الخطة الإستراتيجية للدولة فمثلا إذا كانت الخطة الإستراتيجية للدولة لأجل تحقيق أهدافها تحتاج إلى 35 سنة, هذا يعني هذا أنها مقسمة إلى 7 مراحل .. كل مرحلة لها خطة خاصة, ومدة تنفيذها هي 5 سنوات ولهذا تم تسميتها بالخطة الخمسية .. أي إن كل جزء فيها عبارة عن 5 سنوات لإنجازه ..
وبالنظر لمدينة جده* نجد أن الموازين السابقة قد اختلفت ، وكما يعلم الجميع أن معاناة سكان جده مع تصريف المياه مشكلة أزلية منذ القدم ! وبعد مشاكل الكارثة التي ضربت مدينة جدة عام 2009 م وتحديداً في بعض الأحياء الواقعة على مصبات الأودية وبشكل عشوائي , مما نتج عن خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. بعد جشع تجار العقار وبموافقة الجهات المعنية بالأمر ! وبسبب عدم تنفيذ مشاريع تصريف مياه الأمطار، ومجاري السيول . ولأن موقع جده الجغرافي والواقع في منطقة منخفضة طبيعيا حيث يحدها من الشرق مجموعة من الجبال التي تعمل على تجميع المياه من الأمطار, وبالتالي تنجرف باتجاه البحر وتحمل في طريقها كل شيء تواجهه !
وكانت الكارثة الأخرى عام 2011 م ونتج عنها انهيار جزئي للسد الاحترازي المجاور لحي أم الخير شرق مدينة جدة بسبب الأمطار الغزيرة والسيول العاتية القادمة من الشرق ، والتي تجمعت في السد الذي لم يتحمل لقوة تدفق المياه ، مما أدى إلى انهياره وإغراق الأحياء المجاورة والمواجهة لانحدار السيل .. وكنت أحد شهود العيان وبلطف من الله عدت لمنزلي سالماً معافى ثاني يوم وذلك بعد احتجازي مع الكثيرين من المواطنين والمقيمين في أحد شوارع الأحياء !
ولعدم تكرار هذه الكوارث والتي أودت بحياة العديد من الأرواح وأضرت الممتلكات العامة والخاصة, تنبه وفطن كبار المسئولون عن مدى فداحة الأمر وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ، والذي حرص بنفسه على عمل جولات مع خبراء كبار للمناطق التي تحتاج لشبكات التصريف , وبدعم من ولاة الأمر أمر سموه بتكوين لجان خاصة بمشروع الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول باعتماد الأسلوب العلمي ، وتبنى الحلول الجذرية الحاسمة في تنفيذ المشاريع وعدم القبول بأنصاف الحلول، والذي يتمثل في استكمال 13 سدا في وقت قياسي بهدف حماية المحافظة من أخطار السيول في المستقبل لا قدر الله ، وذلك بتعاون مثالي بين إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة وأمانة جدة وكافة الجهات المعنية في إطار فريق واحد يعمل نحو هدف مشترك وغاية واحدة أساسها الرؤية الثاقبة.
لتبدأ مهام العمل المنصبة على حماية الأرواح والممتلكات ، ورغم ضخامة المشاريع ومكوناتها الإنشائية المعقدة، كان هناك دافع مباشر وقوي لتحقيق معدل متميز من الإنجاز حيث قامت شركة أرامكو السعودية بعمل السدود وشبكات مجاري السيول التي نُفذت من قبل المشروع نجحت في صد وتصريف كميات كبيرة من مياه الأمطار، وكان تخطِيطهُ وتنفيذهُ تم على أعلى معايير الجودة ..
ونحمد الله أن حققت تلك المشاريع وبعون من الله المأمول منها حيث كانت خاصة للسدود وشبكات مجاري السيول التي نفذت وبفعالية كبيرة بصد وتصريف كميات كبيرة من مياه الأمطار قدرت بأربعة أضعاف كميات السيول التي سببت كارثة جدة عام 2009 م مما جنب المدينة تكرار ما عانت منه في السنوات السابقة.
كان لفريق العمل دور فعّال في إنجاز وتسليم عدد كبير من المشروعات العملاقة لتصريف مياه السيول وبفترة وجيزة معدة مسبقا . وتم تسليم المشاريع *للجهات الحكومية الأخرى مثل الأمانة وشركة المياه الوطنية.. وإن الصيانة والتشغيل ليست من ضمن نطاق عمل المشروع، بل أسندت لدى الجهات المعنية التي تسلمت المشروعات وهم لديهم الكفاءات والخبرات الكافية للقيام بأعمال الصيانة والتشغيل . كما أنّه لوحظ أيضاً وضع المضخات فوق كل نفق للتخلص من مياه الأمطار في حال امتلاء النفق بالمياه *.
أعز الله حكومتنا الرشيدة *بكرمها المشهور والتي لا تألو جهداً في ضخ المليارات على أمانات المناطق ومنذ عشرات السنين ، مع الحرص على عمل هيكل تنظيمي يحدد به المسؤوليات، بالإضافة إلى*عمل خطط خمسيه مستقبلية مهمتها الأساسية تطوير المناطق ، وتأمين حياة كريمة هانئة لمواطنيها ، ومن ضمن الخدمات إنشاء السدود وعمل مجاري السيول لتصريف مياه الأمطار في النطاق العمراني للمدينة بالجودة والتكلفة والوقت الأمثل وفق برنامج زمني محدد ومقنن مثل ما نراه في جميع الدول ، وذلك لحماية الناس من الكوارث الطبيعية المفاجأة*.
*
*
*
**منذ أن كنت صغيراً كان يتردد على مسامعي عبارة أو كلمة*الخُطّة*الـخَمْسيَّة. بصراحة لم أعرف فحوى هذه الكلمة .. وكما تعلمون كانت نظرتنا بسيطة وقريبة الأمد ولا نعي المعنى الحقيقي للكلمة ، وكان تفكيرنا محدوداً وأهدافنا وقتية مأخوذة من البراءة والصدق والطيبة . *ومع مرور الأيام وتوسع المدارك بالنظر للأفق البعيد علمنا أن عبارة الخُطّة*الـخَمْسيَّة وكما ورد في*معجم المعاني الجامع*هي مجموعة إجراءات تضعها الحكومة لتنفَّذ في خمس سنوات من أجل تطوير فروع الاقتصاد الوطنيّ ، وتحسين البنية التحتيّة ، وتنظيم جميع الأعمال التربويّة والنشاطات الثقافيّة والعلميّة التي تسهم بشكل فعّال في تطوير البلاد وتقدمها ..
الخطة الخمسية عادة هي خطة جزئية من الخطة الإستراتيجية للدولة فمثلا إذا كانت الخطة الإستراتيجية للدولة لأجل تحقيق أهدافها تحتاج إلى 35 سنة, هذا يعني هذا أنها مقسمة إلى 7 مراحل .. كل مرحلة لها خطة خاصة, ومدة تنفيذها هي 5 سنوات ولهذا تم تسميتها بالخطة الخمسية .. أي إن كل جزء فيها عبارة عن 5 سنوات لإنجازه ..
وبالنظر لمدينة جده* نجد أن الموازين السابقة قد اختلفت ، وكما يعلم الجميع أن معاناة سكان جده مع تصريف المياه مشكلة أزلية منذ القدم ! وبعد مشاكل الكارثة التي ضربت مدينة جدة عام 2009 م وتحديداً في بعض الأحياء الواقعة على مصبات الأودية وبشكل عشوائي , مما نتج عن خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. بعد جشع تجار العقار وبموافقة الجهات المعنية بالأمر ! وبسبب عدم تنفيذ مشاريع تصريف مياه الأمطار، ومجاري السيول . ولأن موقع جده الجغرافي والواقع في منطقة منخفضة طبيعيا حيث يحدها من الشرق مجموعة من الجبال التي تعمل على تجميع المياه من الأمطار, وبالتالي تنجرف باتجاه البحر وتحمل في طريقها كل شيء تواجهه !
وكانت الكارثة الأخرى عام 2011 م ونتج عنها انهيار جزئي للسد الاحترازي المجاور لحي أم الخير شرق مدينة جدة بسبب الأمطار الغزيرة والسيول العاتية القادمة من الشرق ، والتي تجمعت في السد الذي لم يتحمل لقوة تدفق المياه ، مما أدى إلى انهياره وإغراق الأحياء المجاورة والمواجهة لانحدار السيل .. وكنت أحد شهود العيان وبلطف من الله عدت لمنزلي سالماً معافى ثاني يوم وذلك بعد احتجازي مع الكثيرين من المواطنين والمقيمين في أحد شوارع الأحياء !
ولعدم تكرار هذه الكوارث والتي أودت بحياة العديد من الأرواح وأضرت الممتلكات العامة والخاصة, تنبه وفطن كبار المسئولون عن مدى فداحة الأمر وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ، والذي حرص بنفسه على عمل جولات مع خبراء كبار للمناطق التي تحتاج لشبكات التصريف , وبدعم من ولاة الأمر أمر سموه بتكوين لجان خاصة بمشروع الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول باعتماد الأسلوب العلمي ، وتبنى الحلول الجذرية الحاسمة في تنفيذ المشاريع وعدم القبول بأنصاف الحلول، والذي يتمثل في استكمال 13 سدا في وقت قياسي بهدف حماية المحافظة من أخطار السيول في المستقبل لا قدر الله ، وذلك بتعاون مثالي بين إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة وأمانة جدة وكافة الجهات المعنية في إطار فريق واحد يعمل نحو هدف مشترك وغاية واحدة أساسها الرؤية الثاقبة.
لتبدأ مهام العمل المنصبة على حماية الأرواح والممتلكات ، ورغم ضخامة المشاريع ومكوناتها الإنشائية المعقدة، كان هناك دافع مباشر وقوي لتحقيق معدل متميز من الإنجاز حيث قامت شركة أرامكو السعودية بعمل السدود وشبكات مجاري السيول التي نُفذت من قبل المشروع نجحت في صد وتصريف كميات كبيرة من مياه الأمطار، وكان تخطِيطهُ وتنفيذهُ تم على أعلى معايير الجودة ..
ونحمد الله أن حققت تلك المشاريع وبعون من الله المأمول منها حيث كانت خاصة للسدود وشبكات مجاري السيول التي نفذت وبفعالية كبيرة بصد وتصريف كميات كبيرة من مياه الأمطار قدرت بأربعة أضعاف كميات السيول التي سببت كارثة جدة عام 2009 م مما جنب المدينة تكرار ما عانت منه في السنوات السابقة.
كان لفريق العمل دور فعّال في إنجاز وتسليم عدد كبير من المشروعات العملاقة لتصريف مياه السيول وبفترة وجيزة معدة مسبقا . وتم تسليم المشاريع *للجهات الحكومية الأخرى مثل الأمانة وشركة المياه الوطنية.. وإن الصيانة والتشغيل ليست من ضمن نطاق عمل المشروع، بل أسندت لدى الجهات المعنية التي تسلمت المشروعات وهم لديهم الكفاءات والخبرات الكافية للقيام بأعمال الصيانة والتشغيل . كما أنّه لوحظ أيضاً وضع المضخات فوق كل نفق للتخلص من مياه الأمطار في حال امتلاء النفق بالمياه *.
أعز الله حكومتنا الرشيدة *بكرمها المشهور والتي لا تألو جهداً في ضخ المليارات على أمانات المناطق ومنذ عشرات السنين ، مع الحرص على عمل هيكل تنظيمي يحدد به المسؤوليات، بالإضافة إلى*عمل خطط خمسيه مستقبلية مهمتها الأساسية تطوير المناطق ، وتأمين حياة كريمة هانئة لمواطنيها ، ومن ضمن الخدمات إنشاء السدود وعمل مجاري السيول لتصريف مياه الأمطار في النطاق العمراني للمدينة بالجودة والتكلفة والوقت الأمثل وفق برنامج زمني محدد ومقنن مثل ما نراه في جميع الدول ، وذلك لحماية الناس من الكوارث الطبيعية المفاجأة*.
*
*
*
جدة غير جميع المدن السعودية*
لها نكهتها الخاصه
الله يصلح حالها إلى أجمل الأحوال
وشكر خاص لك لمتابعة صحيفة نبراس المميزة عن باقي الصحف الالكترونية سرع