• ×

قائمة

Rss قاريء

تَوقْ مُتأخر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
أروى الزهراني . جدة .

image

اخترُت كامرأة لها عاطفتها القوية
أن أَكبح جموح هذه العاطفة وأدسها بعيدًا
وأن أمشي بعقلانية وحياد نحو كل ما من شأنه
أن يرقى بذاتي في مضمار الحياة '
اخترت العلم - الطموح - السباقات المحايدة الواعية ..
كان باستطاعتي خلط الأمور ببعضها '
والاستعانة بعاطفتي للمزيد من الرفاهية والانتشاء '
لكنني اخترتُ أن أكون جافة ' صعبة وَأمشي طريقًا واحدًا
بعقل لا ينام وآمال تشبهني في تصحّرها ..
بعد هذا الوقت الطويل والعمر
وبعدما شاب الطموح وانتهى الطريق '
وما من انتصارات مقبوضة '
حين فضضتُ عقدة عواطفي
وجدتُها شاخصة وكبيرة وَقد شاخت كثيرًا
لتنطلق في هذا الأثير .
شابت على هذا المكان ' شابت على طرائق الحب
التي تبقّت في هذا الزمان ..

- في حين أنني بلا طموح ' بلا آمال '
وبلا أسرار مُثيرة ..
ما أنهكني شيء من هذا كله '
سوى أنني أحمل هذا القدر الرهيب
من عاطفة متجذرة وأصيلة ولكن بصلاحية مُنتهية .
ما لن أستطع عليه صبرا ؛
فكرت أنني سأعيش هذا الوقت العسير كله والطويل
وحدي بصورة دقيقة لا يشفع لي فيها أي شيء
وأنه علي تقبّل هذه الحقيقة وَالتعايش معها
على كل حال '

الأمر الآخر المُؤذي ' هي النظرة التي تكوّنت تجاهي بفعلي '
حول كونـي امرأة لا يسنُدها سواها '
وأنه لا أحد قد يخطُر بباله أنني رُبما أملك الرغبات والاحتياجات كأي امرأة لها توقها السري مهما بلغت من التعقل والنُضج ..

قد أصمُد طويلًا ' وأقول بجسارة ذات نرجسية
أنّني أستمتع بوحدتي '
قد أتعرض لفاجعة وأقابلها بضحكة هستيرية '
قد أكون جافة لوقت طويل ويشهد الجميع شجاعتي في البقاء وحدي وَانفصالي عن الجميع '..
لكن هذا لا يعني أنني لا أحتاج ' وأنني قد أذبُل '
لا يُفسر هذا كله أنني ' لا أرغب ' لا أضعف أو أبكي أو أن لن أتوقف طويلًا عن الحياة لأنني هشة .
لست أهلاً للتوقعات العالية ففي النهاية أنثى أنا ..
أقسى ما قد أكون عليه أن أشبه الوردة المتشوّكة '
وأكثر حالاتي لينًا أن أذبل بوداعة وردة هزتها رِيح .

كان التوق المُتأخر لكل الأشياء التي فات أوانها ولم يعد في وقتي هذا لها مُتسع ؛
هو اللذعة التي تُفزِع عَيشي وَتنقَضّ على مُحاولاتي
كلها للتعويض بطرائق أخرى '
والذي لا أملك تجاهه أي محاولة سوى الاعتراف بوجوده بعد استنكاره واستبعاده لسنين طويلة كتعويض شحيح جدًا وَمُخجِل ولا يسد جوعي الداخلي ولا حتى عَتَبِه.

بواسطة : أروى الزهراني. جدة
 2  0  1.4K

التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    10 أغسطس 2016 09:29 صباحًا سمر ركن :
    أروى الغالية
    سلب فؤادي طرحك وأنعش مشاعري بوح قلمك وأخذتني اعترافاتك لسنوات مضت ..
    تظل العاطفة مطلب ويظل الري حاجة لينبت كل حي وتبقى المرأة نبع عاطفة تبحثها دامت تحيا ..فهنيئا لمن سقيت نبتتها فى الوقت المناسب
    سلمت يمينك .

    سمر ركن ❤
  • #2
    13 أغسطس 2016 02:02 مساءً fd1202 :
    بوحك يأسر كلماتي وكلمات كل كاتب وكاتبه استمرّي

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات