الكاتبة نعيمةالمهري
ارتطمت بالجدار ثم على الأرض بعد تلقيها لطمه قوية خفيفة من يد أخيها ليسألها والدها بغضب : كيف تعارفتما وأين التقيتما ؟
كان الدماء يسيل من فمها وانفها ويفيض تحت النقاب الأسود الذي سرعان ما انتزعته أختها من وجهها بسرعة يملئها الخوف وتحضنها بأضلع ساعديها إلى صدرها باكية أبي , محمود أرجوكم اتركوها لتعرفوا منها القصة لتأخذها شقيقتها إلى سريرها وتعيش هدى في دوامة تعصر بها إلى حمس سنوات مضت الطالبة التي تعيش في مجتمع محافظ تذهب إلى الجامعة مع كل فتيات القرية المحدودة من الخدمات حتى من ابسط مقومات الحياة وقبل خروجها من المنزل تلبس هدى عباءتها السوداء فالحجاب ثم تربط على جبهتها برباط النقاب الأسود الذي يخفي زهر وجنتيها ويبرز نظرات عينيها اللوزتين, وترتدي حذائها الممتنع من قباقيب وأصدائه وفق قوانين أهل القرية لتصل إلى الجامعة وترى نتيجة معدلها من حلال قائمة الأسماء المعلقة على جدران ممرات الجامعة .. الجامعة المختلطة في تلك القرية شديدة المحافظة فلا يسأل الشاب عن اسم أخت صديقه أو أمه .كان فهد يراقب هدى التي أحبها بصمت هادي غير محسوس في سنته الأولى أراد معرفة اسمها فكان يلاحقها يعيناه ووجدانه فرآها تضع إصبعها على رأس القائمة لتبحث عن اسمها لتعرف كم معدلها فتنزل حتى تقف على اسمها هدى محمد ثم تردد بصوت خافت :الحمد لله نجحت سأبشر أهلي, فيحفظ اسمها ويراقب تصرفاتها ومزاحها مع صديقاتها وكان الشاب الأكثر مثالا في الجامعة لتمر السنوات الخمسة كأنها عامين ويزيد التوتر عند فهد لأنها ستكون النظرات الأخيرة ويخاف إن
يصارحها بحبه فتزيد الوتيرة بينهم , الفرح عم طلاب الجامعة للتحرج وسط دموع الأهل وفرحة التهاني والتبريكات من الأقارب واختتمت بالتتويج بشهادة النجاح التي سيعرف كل شخص عالمه الحقيقي ليتخذ طريق حياته .رن باب الجرس فالمنزل بعد أسبوع على التخرج ليفتح والدها الباب فإذا بفهد ووالده يجلسان في الضيافة وتحضر شقيقة هدى الشاي فيتكلم والد فهد نحن طالبين القرب منكم يد ابنتكم هدى لابننا فهد ليرحب الأب قائلا هذا تشريف ولكن من الذي أدلى بكم عن ابنتي هدى؟ أجاب ابو فهد : إنهما بنفس الجامعة طيلة خمس سنوات ليغضب شقيقها محمود ويهرع مسرعا إلى هدى ليمد يده الصلبة على وجهها قبل إن تخرج من البيت بعد ان ارتدت النقاب لتروي المواشي بماء الشاحنة الخضراء .. بعد ساعات صحت هدى من دوامة الألم الذي حل بها وباتت في التأمل والتفكير بمنازل النقاب لينتشر الخبر في القرية فلا يصدق الجميع بان فهد أحبها بحب صامت لخمس سنوات وانه عرف اسمها بإصبع يدها على قائمة الأسماء , قامت هدى إلى حظيرة الماشية جلست على درج البيت الملتصق به الحظيرة تناظر الماشية وبجانبها براميل المياه وخراطيم الممتد من الشاحنة وتفكر كيف لم تلاحظ نظرات فهد ؟ وتتساءل لو صارحها فهد من قبل فهل كانت ستلاقي من أخيها ضربة صاعقة؟ ولكنه أتى من باب البيت وفق الأصول ولكن أخذت النصيب الأكبر من ذلك.
ارتطمت بالجدار ثم على الأرض بعد تلقيها لطمه قوية خفيفة من يد أخيها ليسألها والدها بغضب : كيف تعارفتما وأين التقيتما ؟
كان الدماء يسيل من فمها وانفها ويفيض تحت النقاب الأسود الذي سرعان ما انتزعته أختها من وجهها بسرعة يملئها الخوف وتحضنها بأضلع ساعديها إلى صدرها باكية أبي , محمود أرجوكم اتركوها لتعرفوا منها القصة لتأخذها شقيقتها إلى سريرها وتعيش هدى في دوامة تعصر بها إلى حمس سنوات مضت الطالبة التي تعيش في مجتمع محافظ تذهب إلى الجامعة مع كل فتيات القرية المحدودة من الخدمات حتى من ابسط مقومات الحياة وقبل خروجها من المنزل تلبس هدى عباءتها السوداء فالحجاب ثم تربط على جبهتها برباط النقاب الأسود الذي يخفي زهر وجنتيها ويبرز نظرات عينيها اللوزتين, وترتدي حذائها الممتنع من قباقيب وأصدائه وفق قوانين أهل القرية لتصل إلى الجامعة وترى نتيجة معدلها من حلال قائمة الأسماء المعلقة على جدران ممرات الجامعة .. الجامعة المختلطة في تلك القرية شديدة المحافظة فلا يسأل الشاب عن اسم أخت صديقه أو أمه .كان فهد يراقب هدى التي أحبها بصمت هادي غير محسوس في سنته الأولى أراد معرفة اسمها فكان يلاحقها يعيناه ووجدانه فرآها تضع إصبعها على رأس القائمة لتبحث عن اسمها لتعرف كم معدلها فتنزل حتى تقف على اسمها هدى محمد ثم تردد بصوت خافت :الحمد لله نجحت سأبشر أهلي, فيحفظ اسمها ويراقب تصرفاتها ومزاحها مع صديقاتها وكان الشاب الأكثر مثالا في الجامعة لتمر السنوات الخمسة كأنها عامين ويزيد التوتر عند فهد لأنها ستكون النظرات الأخيرة ويخاف إن
يصارحها بحبه فتزيد الوتيرة بينهم , الفرح عم طلاب الجامعة للتحرج وسط دموع الأهل وفرحة التهاني والتبريكات من الأقارب واختتمت بالتتويج بشهادة النجاح التي سيعرف كل شخص عالمه الحقيقي ليتخذ طريق حياته .رن باب الجرس فالمنزل بعد أسبوع على التخرج ليفتح والدها الباب فإذا بفهد ووالده يجلسان في الضيافة وتحضر شقيقة هدى الشاي فيتكلم والد فهد نحن طالبين القرب منكم يد ابنتكم هدى لابننا فهد ليرحب الأب قائلا هذا تشريف ولكن من الذي أدلى بكم عن ابنتي هدى؟ أجاب ابو فهد : إنهما بنفس الجامعة طيلة خمس سنوات ليغضب شقيقها محمود ويهرع مسرعا إلى هدى ليمد يده الصلبة على وجهها قبل إن تخرج من البيت بعد ان ارتدت النقاب لتروي المواشي بماء الشاحنة الخضراء .. بعد ساعات صحت هدى من دوامة الألم الذي حل بها وباتت في التأمل والتفكير بمنازل النقاب لينتشر الخبر في القرية فلا يصدق الجميع بان فهد أحبها بحب صامت لخمس سنوات وانه عرف اسمها بإصبع يدها على قائمة الأسماء , قامت هدى إلى حظيرة الماشية جلست على درج البيت الملتصق به الحظيرة تناظر الماشية وبجانبها براميل المياه وخراطيم الممتد من الشاحنة وتفكر كيف لم تلاحظ نظرات فهد ؟ وتتساءل لو صارحها فهد من قبل فهل كانت ستلاقي من أخيها ضربة صاعقة؟ ولكنه أتى من باب البيت وفق الأصول ولكن أخذت النصيب الأكبر من ذلك.