أروى الزهراني . نبراس . جدة
كأُسر مُحافظة نشأت على مبدأ الإحترام الشديد لكل رجل مسؤول عنها ولكل من يكبُرنا عمرًا 'تنامت معنا سِمة الحياء بصورة كبيرة وغير محمودة أحيانًا فيما يخص علاقاتنا ببعضنا البعض كإخوة وآباء وأمهات وأسرة '
نشأنا في أُسر لطيفة ولكن تجهل ترجمة لطافتها في كلمة وموقف فنكبُر على هذا الاستحياء من مُبادلة بعضنا الكلام الطيب ' وعبارات الحب واللطف '
نجدها هينة حين يبادلنا بها غريب على أن يقولها لنا أب أو أخ 'وهذا ما جعلنا نجف بصورة كبيرة وتقسو في أرواحنا لغة المشاعر لتغيب تمامًا ويحل محلها التفكك والصمت وعدم ارتباطنا ببعضنا كأسرة ولجوء الكثير لخارج المحيط الآمن للبحث عمن يغذّي فيه احتياجه للمشاعر وجوعه لكلمات الحب حتى وإن كان يدرك أحيانًا أن الطرف الآخر يكذب وأنه مجرد تسلية 'قد يقبل بهذا الكذب لأسباب قوية تنقصه ويحتاج اشباعها .
قضية الجفاف العاطفي قضية لها تشعباتها الكثيرة '
وآثارها موجودة منذ القِدم تزيد ولا تتناقص ' ولكنني هُنا أخصّ بالذكر ؛جفافنا الأسري والمرأة الأم ' الأخت ' الابنة '
وكل فرد ينتمي لأسرة .
الأسرة هي الأساس ' واللبنة الأولى التي تجعل من الفرد فيها إما مُستريحًا أو متذبذب ' لأسباب لها علاقة غالبًا بالنشأة 'هي المَحكّ ومربط الفرس وعقدة القضية وحلها .
ينبع الجفاف العاطفي بصورة نمطية من الأسرة 'فينشأ الفرد سواءًا كان رجلًا أو امرأة 'قاسيًا ' جاهلًا بلغة المشاعر 'لا يعرف طريقة لإبداء شعوره اللطيف ناحية الآخرين '
إلا بطرق لا تفسر العاطفة ولا يفهمها الطرف المعني '
وكثيرًا ما نجد أشخاص على قدر عالٍ من الثقافة ولكن سيماهم قاسية صلبة ' ولغة حوارهم جامدة لا روح فيها '
وهذا قد يعود لنشأته الجافة والقاسية والتي جعلته رغمًا عنه بهذه الصورة '
وصلنا للوقت الذي يتميز بالحضارة ' والرُقي 'إلّا أن البعض في مسألة المشاعر مازال رجعيًا وَجاهلًا ولا يعرف لغة للحب ولا تجد في محيطه مكان لأي عاطفة 'وهذه القضية 'ينظر البعض للعاطفة على أنها ترف 'بل أحيانًا يعتقد الأهل بأن مسألة العاطفة تلك مسألة لا مكان لها ولا ضرورة وأنه يكفي وجدًا الاهتمام الذي يصدر من الأبوين الماديّ والاجتماعي ليشعروا أفراد الأسرة من أبناء وبنات بالحب 'الطريقة التي يفلسف فيها البعض العاطفة '
سطحية ' مما يجعل الضرر عميق ..
المسألة تكمن في كون العاطفة أساس وليست ترف '
كلمات وليست ماديّات '
ومن هنا ينبغي أخذها بعين الاعتبار كمطلب وضروة وأساس للبناء الأسري الصحيح الناجح '
بل إنها تفوق المادة والمستوى الاجتماعي أهمية وضرورة
في التكوين ، المرأة كالوردة ' لا يعنيها سوى لغة الماء '
والرجل مهمته كأب وأخ وزوج ' ومسؤول أن يحمي وروده
ويسقيها وإلّا ذبلُت ونزحت خارج الإطار 'مما يجعلنا هنا نواجه مشكلة الذبول كمشكلة تتفرع منها مشكلات كبيرة قد يفوت الأوان على إصلاحها ..
لغة الماء بالنسبة للأنثى لغة الحب ' الكلمة اللطيفة الطيبة'الموقف النبيل ' العناق ' التهادي ' الاحتواء ' الاهتمام . وللرجل كذلك سواء كان زوجًا أو أخًا أو ابن '
فإن لغة الحب تشمله ويحتاجها كأي انسان خُلقت العاطفة في قلبه .
ما قد نتجاهله كثيرًا ونغفل عنه ' هشاشة الورد ' وأنه سيتجه حتمًا رغمًا عنه لمن يهبه العناية ' بغض النظر عن مكنونه وماهيته ' قد يصمد طويلًا ' ويعيش بهذا الجفاف مدة طويلة '
ولكنه بشكل أو بآخر سيضطر مُجبرًا أن يضعف ليُشبع جوعه للماء '
ما نشهده هذه الأيام استخفاف بمسألة العاطفة وإشباعها وانشغال رهيب بأمور تافهة مادية وكمالية '
على حساب أمور أهم وأكبر ومن شأن اهمالها أن يورث خسارتها ..
قبل فترة قرأت لأحدهم على سبيل الدُعابة المُرة والفكاهة السوداء :
" كلمة صباح الخير من غريب لغريبة قد تُنشئ في بلدكم هذا علاقة غرامية " وهذا الأمر حقيقي وواقعي '
والسبب أنت أيها الأب والزوج والأخ وحتى نحن فيما بيننا كأخوات وأمهات وزوجات ..
لو أننا أشبعنا من حولنا بثقافة الاحتواء والاحتضان والتعبير عن الحب والاهتمام وتبادلنا كلمات الحب بحب ودون استهتار ومزاح وحياء 'لن يستشعروا بنقص في دواخلهم ،
ولن يبحثوا عمن يشبع هذا النقص من الغرباء والسيئين '
ولن تصبح " تحايا المساء والصباح على سبيل المثال "
غرابة وثغرة يدخل منها الاخرين للبدء في علاقة مغزاها الحب '
إن كان وجودها بيننا البين فعليًا ودائما وبحب ومودة .
والكلمة الطيبة لولا أن تأثيرها عظيم وجليّ لما وازاها الله بالصدقة وجعل أجرها عظيم لأنها تترك الأثر العظيم '
فكيف بكلمات الحب النبيلة ؟
بمقدور ثقافة الكلمة تحويل اليباس إلى واحة
وباستطاعة الاحتواء الأسري والتفاهم وإدرار العواطف فيما بيننا البين:
سد منافذ النقص والنهوض بالأرواح نحو المزيد من ثقة النفس والسمو والحصانة من الوقوع في الخطأ والبحث خارج حدود الأمان عن مُشبِع .
ولنا في رسولنا الكريم مع زوجاته وبناته أسوة حسنة ،
ولا يتطلب الأمر منا سوى إبداء الحب بكلمة وتصرف لطيف
فلنربي فينا جُرأة التعبير المحمودة عن العواطف '
وليصبح الحب ممارسة وسياسة مع من نحبهم
ولتكن كلمات الحب هي الحوار فيما بيننا كأُسر '
وليُسقِ كُل ذي بُستان وروده ' قبل أن تذبُل وتنزح لبساتين أخرى
قد تكون موبوءة بالفساد ونفقد في ورودنا نضارتها وَبراءتها .
كأُسر مُحافظة نشأت على مبدأ الإحترام الشديد لكل رجل مسؤول عنها ولكل من يكبُرنا عمرًا 'تنامت معنا سِمة الحياء بصورة كبيرة وغير محمودة أحيانًا فيما يخص علاقاتنا ببعضنا البعض كإخوة وآباء وأمهات وأسرة '
نشأنا في أُسر لطيفة ولكن تجهل ترجمة لطافتها في كلمة وموقف فنكبُر على هذا الاستحياء من مُبادلة بعضنا الكلام الطيب ' وعبارات الحب واللطف '
نجدها هينة حين يبادلنا بها غريب على أن يقولها لنا أب أو أخ 'وهذا ما جعلنا نجف بصورة كبيرة وتقسو في أرواحنا لغة المشاعر لتغيب تمامًا ويحل محلها التفكك والصمت وعدم ارتباطنا ببعضنا كأسرة ولجوء الكثير لخارج المحيط الآمن للبحث عمن يغذّي فيه احتياجه للمشاعر وجوعه لكلمات الحب حتى وإن كان يدرك أحيانًا أن الطرف الآخر يكذب وأنه مجرد تسلية 'قد يقبل بهذا الكذب لأسباب قوية تنقصه ويحتاج اشباعها .
قضية الجفاف العاطفي قضية لها تشعباتها الكثيرة '
وآثارها موجودة منذ القِدم تزيد ولا تتناقص ' ولكنني هُنا أخصّ بالذكر ؛جفافنا الأسري والمرأة الأم ' الأخت ' الابنة '
وكل فرد ينتمي لأسرة .
الأسرة هي الأساس ' واللبنة الأولى التي تجعل من الفرد فيها إما مُستريحًا أو متذبذب ' لأسباب لها علاقة غالبًا بالنشأة 'هي المَحكّ ومربط الفرس وعقدة القضية وحلها .
ينبع الجفاف العاطفي بصورة نمطية من الأسرة 'فينشأ الفرد سواءًا كان رجلًا أو امرأة 'قاسيًا ' جاهلًا بلغة المشاعر 'لا يعرف طريقة لإبداء شعوره اللطيف ناحية الآخرين '
إلا بطرق لا تفسر العاطفة ولا يفهمها الطرف المعني '
وكثيرًا ما نجد أشخاص على قدر عالٍ من الثقافة ولكن سيماهم قاسية صلبة ' ولغة حوارهم جامدة لا روح فيها '
وهذا قد يعود لنشأته الجافة والقاسية والتي جعلته رغمًا عنه بهذه الصورة '
وصلنا للوقت الذي يتميز بالحضارة ' والرُقي 'إلّا أن البعض في مسألة المشاعر مازال رجعيًا وَجاهلًا ولا يعرف لغة للحب ولا تجد في محيطه مكان لأي عاطفة 'وهذه القضية 'ينظر البعض للعاطفة على أنها ترف 'بل أحيانًا يعتقد الأهل بأن مسألة العاطفة تلك مسألة لا مكان لها ولا ضرورة وأنه يكفي وجدًا الاهتمام الذي يصدر من الأبوين الماديّ والاجتماعي ليشعروا أفراد الأسرة من أبناء وبنات بالحب 'الطريقة التي يفلسف فيها البعض العاطفة '
سطحية ' مما يجعل الضرر عميق ..
المسألة تكمن في كون العاطفة أساس وليست ترف '
كلمات وليست ماديّات '
ومن هنا ينبغي أخذها بعين الاعتبار كمطلب وضروة وأساس للبناء الأسري الصحيح الناجح '
بل إنها تفوق المادة والمستوى الاجتماعي أهمية وضرورة
في التكوين ، المرأة كالوردة ' لا يعنيها سوى لغة الماء '
والرجل مهمته كأب وأخ وزوج ' ومسؤول أن يحمي وروده
ويسقيها وإلّا ذبلُت ونزحت خارج الإطار 'مما يجعلنا هنا نواجه مشكلة الذبول كمشكلة تتفرع منها مشكلات كبيرة قد يفوت الأوان على إصلاحها ..
لغة الماء بالنسبة للأنثى لغة الحب ' الكلمة اللطيفة الطيبة'الموقف النبيل ' العناق ' التهادي ' الاحتواء ' الاهتمام . وللرجل كذلك سواء كان زوجًا أو أخًا أو ابن '
فإن لغة الحب تشمله ويحتاجها كأي انسان خُلقت العاطفة في قلبه .
ما قد نتجاهله كثيرًا ونغفل عنه ' هشاشة الورد ' وأنه سيتجه حتمًا رغمًا عنه لمن يهبه العناية ' بغض النظر عن مكنونه وماهيته ' قد يصمد طويلًا ' ويعيش بهذا الجفاف مدة طويلة '
ولكنه بشكل أو بآخر سيضطر مُجبرًا أن يضعف ليُشبع جوعه للماء '
ما نشهده هذه الأيام استخفاف بمسألة العاطفة وإشباعها وانشغال رهيب بأمور تافهة مادية وكمالية '
على حساب أمور أهم وأكبر ومن شأن اهمالها أن يورث خسارتها ..
قبل فترة قرأت لأحدهم على سبيل الدُعابة المُرة والفكاهة السوداء :
" كلمة صباح الخير من غريب لغريبة قد تُنشئ في بلدكم هذا علاقة غرامية " وهذا الأمر حقيقي وواقعي '
والسبب أنت أيها الأب والزوج والأخ وحتى نحن فيما بيننا كأخوات وأمهات وزوجات ..
لو أننا أشبعنا من حولنا بثقافة الاحتواء والاحتضان والتعبير عن الحب والاهتمام وتبادلنا كلمات الحب بحب ودون استهتار ومزاح وحياء 'لن يستشعروا بنقص في دواخلهم ،
ولن يبحثوا عمن يشبع هذا النقص من الغرباء والسيئين '
ولن تصبح " تحايا المساء والصباح على سبيل المثال "
غرابة وثغرة يدخل منها الاخرين للبدء في علاقة مغزاها الحب '
إن كان وجودها بيننا البين فعليًا ودائما وبحب ومودة .
والكلمة الطيبة لولا أن تأثيرها عظيم وجليّ لما وازاها الله بالصدقة وجعل أجرها عظيم لأنها تترك الأثر العظيم '
فكيف بكلمات الحب النبيلة ؟
بمقدور ثقافة الكلمة تحويل اليباس إلى واحة
وباستطاعة الاحتواء الأسري والتفاهم وإدرار العواطف فيما بيننا البين:
سد منافذ النقص والنهوض بالأرواح نحو المزيد من ثقة النفس والسمو والحصانة من الوقوع في الخطأ والبحث خارج حدود الأمان عن مُشبِع .
ولنا في رسولنا الكريم مع زوجاته وبناته أسوة حسنة ،
ولا يتطلب الأمر منا سوى إبداء الحب بكلمة وتصرف لطيف
فلنربي فينا جُرأة التعبير المحمودة عن العواطف '
وليصبح الحب ممارسة وسياسة مع من نحبهم
ولتكن كلمات الحب هي الحوار فيما بيننا كأُسر '
وليُسقِ كُل ذي بُستان وروده ' قبل أن تذبُل وتنزح لبساتين أخرى
قد تكون موبوءة بالفساد ونفقد في ورودنا نضارتها وَبراءتها .