عاليه الشمراني - جده
أمر غريب أصبح منتشر في مجتمعنا ، و يستحق أن نقف عليه بشدة ، و هو "غربة الاسرة في مجتمعنا" ، فأصبحنا نرى الأم و اﻷب لا يهتمون بأبنائهم الصغار كما هي عاداتنا على مر العصور ، و أصبح الأم و الأب يهملان طفلهم بشكل شبه كامل و يخضعان و يلبيان رغباته بشكل مطلق مدمر دون توجيه ، فأصبح الطفل يجلس على الجوال فترات طويلة قد تصل ساعات و يشاهد أي شي و كل شي حتى المؤذي له كطفل و الجارح لطفولته ، و أيضا قد يلعب معظم الألعاب التي لا تخلو من العنف و قد تبتعد عن الأدب و عن الأخلاق الحميدة دون أي مراقبة من الأبوين . فهل هذا معقول ؟!
فالأم لانشغالها بحياتها الخاصة و بوسائل التواصل و خاصة الواتس أب أو الفيس بووك قد تترك طفلها يلعب في الجوال ساعات طويلة حتى لا يزعجها في متعتها و التي نسميها متاهاتها .
و نرى أن الأسرة قد فقدت هويتها الفعلية بفتقادها لغة الحوار بين اﻷب و الأم و الأبناء ، و فقدت مفهوم الأخوة ﻹفتقاد علاقة الاخوة بين الأخوان انفسهم ، و بين الأخوات انفسهم ، و بين اﻷخوان و الأخوات أيضا . فأصحبنا نعيش كأسرة تحت سقف بيت واحد و كأننا أغراب ، فالجميع موجود في مكان واحد و لكن كل منهم مشغول في جوه و في علاقاته الخاصة و تواصله الخاص و لا يدري ماذا يدور حوله في بيته الذي يقيم فيه .
فصرنا كأسرة واحدة لا نعرف بعضنا ، و لا نعرف ماذا يحب الأخ و ماذا لا يفضل و لا لماذا هو زعلان ، و لا ماذا تحب الأخت أو تكره ، و لماذا هي غضبانه ؟ ، أو لماذا هي فرحانه ؟ فأصبحنا نعيش عكس الواقع المفروض ، و الطبيعي أن يكون بيننا اهتمام ببعض و نحس ببعض و نشعر بهموم بعضنا البعض ، نعم فالحقيقة المؤسفة الواقعية أننا في مجتمعنا و في أسرنا اصبحنا نعيش في غربة مع أنفسنا و عائلتنا رغم أننا تحت سقف بيت واحد و ذلك مؤلم و أدى إلى انحدار الابناء و أدي لتعاطيهم المخدرات و أيضا الحشيش و إلى اتباع أفكار هدامة كإعتناق الافكار الضالة التي تكفر ولي الامر و من يعمل تحت كنفه ، بل و الأسوء منها اﻷن و هي الأفكار الداعشية التي تجعل من الأخ يقتل أخوه أو أبن عمه أو حتى أمه و أبيه .. و تلك مصيبة كبرى سببها إفتقاد الأسرة و جوها الجميل .
ألا ترون معي أن هذا الأمر أصبح في مجتمعنا غريب و تطور للأسوأ فالأسوء ؟ فإلى متى نظل نضل هكذ؟!.
لماذا لا نقف دقائق أو ساعات حتى مع أنفسنا و نحاسبها ، هل ما نفعله شي جميل أو هو يستحق مننا التفكير فيه؟ .
عندما تكون الأم غريبة عن طفلها
و عن ابنائها و بناتها ، و أيضا الأب نفس الشئ . هل يروا هذا الشى جميل أو غريب ؟ .
فعندما تعيش أيها اﻷب في عزلة مع الجوال و غريب عن أبنائك وبَنَاتِك فهل ترى ذلك جميل أم مستغرب منك ؟!
لماذا أنت بعيد عنهم ، أمن أجل متعة الحوار مع الأصدقاء ؟ فأي متعة هذه التي تجعلك تفقد وجودك مع أهلك و أبنائك و بناتك ؟!
لماذا اصبحت لا تتحاور مع أهلك و لا تستمتع بوجودهم معك كما كان يستمتع ابوك و جدك ؟!
لماذا لا تحتويهم بحنانك و عطفك ؟، فهم أولى بمشاعرك الجميلة و ببتسامك الصادقة التى تنبع من داخلك .
و نرى من جهة أخرى اهتمام الأم بصديقتها و الخوف عليها ، و لو سألت الأم لماذا صديقتك زعلانة أو لماذا هي فرحانة أو ماذ تحب أو ماذا تكره في الحال سوف تجيبك عن كل سؤال يخص صديقتها ، فهل هذا الموضوع يستحق فعلا الوقفة عنده و مراجعة النفس أيتها الأم ام لا ؟.
هل لهذه الدرجة صديقتك اصبحت تأخذ كل اهتمامك عن ابنتك و إبنك ؟!!!!!!
لذا من هنا و لهذا الاسباب التي ابعدتنا عن الجو الاسري الجميل الذي مفروض أن نعيش جميعا فيه ، أصبحنا نرى الكثير من المشاكل المنتشرة في المجتمع و سببها الرئيسي إنحلال تركيب الاسرة الداخلي و إبتعاد الأب والام عن دورهما الحقيقي في إستيعاب افراد الاسرة و توجيههم التوجيه الصحيح و السليم و الصحي ، فغياب الأم و الأب عن طفلهم الذي يحتاج إلى الرعاية الخاصة ، و يحتاج إلى من يستمع إليه و يشعره بأهميته ، و بأهمية كلامه ، و يحتاج إلى من يوجهه التوجيه السليم ، و يحتاج إلى من يهتم فيه و يحسسه بوجوده و بأنه ذو شأن في حياتهم ، و يحتوي مشاعره و افكاره ، و إن لم يكن أنت أيها الأب الفاضل و أنتي إيتها الأم الحنون تحتووا طفلكم و توجهوه التوجيه السليم ؛ سوف يلجأ إلى أي أحد غيركما لكي يسمعه و يشعره بأنه شخصا مهم في الحياة ، و يساعده على الانحراف و من هنا قد ينبع إنحراف الأبناء مثل ما ظهر لدينا الشذوذ الجنسي ، و كذا شرب الدخان ، و كذلك الإدمان على المخدرات المخلة بالعقول و المدمرة للأبدان ، و أيضا تزايد تعاطي الحشيش المدمر للعقول ، والذي قد يلجئ اليها الأبناء هربا منكما بسبب الاهمال لكي يعوضوا النقص الذاتي الموجود لديهم .
و في الختام عرضت عليكم مأساة اطفالنا في عصر الانترنت و وسائل التواصل الاجتماعية المفيدة جدا و لكن أدى سوء استخدامها للتفكك الأسري ، و كل ما أتمناه كأخصائية اجتماعية على واجب نصحكم و توجيهكم للأفضل من أجل مجتمع صحي جميل ، و أسرة صحية جميلة متواصلة و متفاعلة بينها و مع مجتمعها ، و أبناء يتمتعوا بالصحة و العافية واجبكم اﻷن اليقظة و أن تعملوا بنصيحتي إليكم ، فأبناكم أمانه لديكم ، وستحاسبون يوما عليها وعلى أعمالكم لهم ، و كي لا تفقدوهم في الدنيا و تفقدوا متعة مشاهدتهم في احسن و أسعد حال فحافظو عليهم و ابحثوا عن وسائل إسعادهم و احتووهم حتى يعملوا على اسعاد انفسهم و إسعادكم عند تقدم أعماركم ، و في شيخوختكم . فأنتما أيها الأب و أيتها الأم كما تزرعون اليوم في ابنائكم الشئ الجميل تحصدون غدا أعمالهم شئ أجمل ، فأحسنوا الزرع و التربية فيهم حتى يحسنون الحصاد فيكم و في مجتمعهم و أيضا يحسنون إليكم في كبركم وعند شيخوختكم.
والله المستعان .
الأخصائية الإجتماعية عاليه الشمراني - مشرفة مجموعة نادي الخدمة الاجتماعية السعودي .
أمر غريب أصبح منتشر في مجتمعنا ، و يستحق أن نقف عليه بشدة ، و هو "غربة الاسرة في مجتمعنا" ، فأصبحنا نرى الأم و اﻷب لا يهتمون بأبنائهم الصغار كما هي عاداتنا على مر العصور ، و أصبح الأم و الأب يهملان طفلهم بشكل شبه كامل و يخضعان و يلبيان رغباته بشكل مطلق مدمر دون توجيه ، فأصبح الطفل يجلس على الجوال فترات طويلة قد تصل ساعات و يشاهد أي شي و كل شي حتى المؤذي له كطفل و الجارح لطفولته ، و أيضا قد يلعب معظم الألعاب التي لا تخلو من العنف و قد تبتعد عن الأدب و عن الأخلاق الحميدة دون أي مراقبة من الأبوين . فهل هذا معقول ؟!
فالأم لانشغالها بحياتها الخاصة و بوسائل التواصل و خاصة الواتس أب أو الفيس بووك قد تترك طفلها يلعب في الجوال ساعات طويلة حتى لا يزعجها في متعتها و التي نسميها متاهاتها .
و نرى أن الأسرة قد فقدت هويتها الفعلية بفتقادها لغة الحوار بين اﻷب و الأم و الأبناء ، و فقدت مفهوم الأخوة ﻹفتقاد علاقة الاخوة بين الأخوان انفسهم ، و بين الأخوات انفسهم ، و بين اﻷخوان و الأخوات أيضا . فأصحبنا نعيش كأسرة تحت سقف بيت واحد و كأننا أغراب ، فالجميع موجود في مكان واحد و لكن كل منهم مشغول في جوه و في علاقاته الخاصة و تواصله الخاص و لا يدري ماذا يدور حوله في بيته الذي يقيم فيه .
فصرنا كأسرة واحدة لا نعرف بعضنا ، و لا نعرف ماذا يحب الأخ و ماذا لا يفضل و لا لماذا هو زعلان ، و لا ماذا تحب الأخت أو تكره ، و لماذا هي غضبانه ؟ ، أو لماذا هي فرحانه ؟ فأصبحنا نعيش عكس الواقع المفروض ، و الطبيعي أن يكون بيننا اهتمام ببعض و نحس ببعض و نشعر بهموم بعضنا البعض ، نعم فالحقيقة المؤسفة الواقعية أننا في مجتمعنا و في أسرنا اصبحنا نعيش في غربة مع أنفسنا و عائلتنا رغم أننا تحت سقف بيت واحد و ذلك مؤلم و أدى إلى انحدار الابناء و أدي لتعاطيهم المخدرات و أيضا الحشيش و إلى اتباع أفكار هدامة كإعتناق الافكار الضالة التي تكفر ولي الامر و من يعمل تحت كنفه ، بل و الأسوء منها اﻷن و هي الأفكار الداعشية التي تجعل من الأخ يقتل أخوه أو أبن عمه أو حتى أمه و أبيه .. و تلك مصيبة كبرى سببها إفتقاد الأسرة و جوها الجميل .
ألا ترون معي أن هذا الأمر أصبح في مجتمعنا غريب و تطور للأسوأ فالأسوء ؟ فإلى متى نظل نضل هكذ؟!.
لماذا لا نقف دقائق أو ساعات حتى مع أنفسنا و نحاسبها ، هل ما نفعله شي جميل أو هو يستحق مننا التفكير فيه؟ .
عندما تكون الأم غريبة عن طفلها
و عن ابنائها و بناتها ، و أيضا الأب نفس الشئ . هل يروا هذا الشى جميل أو غريب ؟ .
فعندما تعيش أيها اﻷب في عزلة مع الجوال و غريب عن أبنائك وبَنَاتِك فهل ترى ذلك جميل أم مستغرب منك ؟!
لماذا أنت بعيد عنهم ، أمن أجل متعة الحوار مع الأصدقاء ؟ فأي متعة هذه التي تجعلك تفقد وجودك مع أهلك و أبنائك و بناتك ؟!
لماذا اصبحت لا تتحاور مع أهلك و لا تستمتع بوجودهم معك كما كان يستمتع ابوك و جدك ؟!
لماذا لا تحتويهم بحنانك و عطفك ؟، فهم أولى بمشاعرك الجميلة و ببتسامك الصادقة التى تنبع من داخلك .
و نرى من جهة أخرى اهتمام الأم بصديقتها و الخوف عليها ، و لو سألت الأم لماذا صديقتك زعلانة أو لماذا هي فرحانة أو ماذ تحب أو ماذا تكره في الحال سوف تجيبك عن كل سؤال يخص صديقتها ، فهل هذا الموضوع يستحق فعلا الوقفة عنده و مراجعة النفس أيتها الأم ام لا ؟.
هل لهذه الدرجة صديقتك اصبحت تأخذ كل اهتمامك عن ابنتك و إبنك ؟!!!!!!
لذا من هنا و لهذا الاسباب التي ابعدتنا عن الجو الاسري الجميل الذي مفروض أن نعيش جميعا فيه ، أصبحنا نرى الكثير من المشاكل المنتشرة في المجتمع و سببها الرئيسي إنحلال تركيب الاسرة الداخلي و إبتعاد الأب والام عن دورهما الحقيقي في إستيعاب افراد الاسرة و توجيههم التوجيه الصحيح و السليم و الصحي ، فغياب الأم و الأب عن طفلهم الذي يحتاج إلى الرعاية الخاصة ، و يحتاج إلى من يستمع إليه و يشعره بأهميته ، و بأهمية كلامه ، و يحتاج إلى من يوجهه التوجيه السليم ، و يحتاج إلى من يهتم فيه و يحسسه بوجوده و بأنه ذو شأن في حياتهم ، و يحتوي مشاعره و افكاره ، و إن لم يكن أنت أيها الأب الفاضل و أنتي إيتها الأم الحنون تحتووا طفلكم و توجهوه التوجيه السليم ؛ سوف يلجأ إلى أي أحد غيركما لكي يسمعه و يشعره بأنه شخصا مهم في الحياة ، و يساعده على الانحراف و من هنا قد ينبع إنحراف الأبناء مثل ما ظهر لدينا الشذوذ الجنسي ، و كذا شرب الدخان ، و كذلك الإدمان على المخدرات المخلة بالعقول و المدمرة للأبدان ، و أيضا تزايد تعاطي الحشيش المدمر للعقول ، والذي قد يلجئ اليها الأبناء هربا منكما بسبب الاهمال لكي يعوضوا النقص الذاتي الموجود لديهم .
و في الختام عرضت عليكم مأساة اطفالنا في عصر الانترنت و وسائل التواصل الاجتماعية المفيدة جدا و لكن أدى سوء استخدامها للتفكك الأسري ، و كل ما أتمناه كأخصائية اجتماعية على واجب نصحكم و توجيهكم للأفضل من أجل مجتمع صحي جميل ، و أسرة صحية جميلة متواصلة و متفاعلة بينها و مع مجتمعها ، و أبناء يتمتعوا بالصحة و العافية واجبكم اﻷن اليقظة و أن تعملوا بنصيحتي إليكم ، فأبناكم أمانه لديكم ، وستحاسبون يوما عليها وعلى أعمالكم لهم ، و كي لا تفقدوهم في الدنيا و تفقدوا متعة مشاهدتهم في احسن و أسعد حال فحافظو عليهم و ابحثوا عن وسائل إسعادهم و احتووهم حتى يعملوا على اسعاد انفسهم و إسعادكم عند تقدم أعماركم ، و في شيخوختكم . فأنتما أيها الأب و أيتها الأم كما تزرعون اليوم في ابنائكم الشئ الجميل تحصدون غدا أعمالهم شئ أجمل ، فأحسنوا الزرع و التربية فيهم حتى يحسنون الحصاد فيكم و في مجتمعهم و أيضا يحسنون إليكم في كبركم وعند شيخوختكم.
والله المستعان .
الأخصائية الإجتماعية عاليه الشمراني - مشرفة مجموعة نادي الخدمة الاجتماعية السعودي .