بقلم المستشارة الأسرية / أم السعد إدريس - جده
قد يصاب شخصين بنفس المرض الفتاك الذي يهاجم نفس العضو من جسديهما ، فينجو أحدهما بعد العلاج ؛ وقد يموت الآخر أو يُبتر ذلك العضو من جسده ..
فما السبب في تباين النتيجة مع أن المؤثر واحد ؟
إن السبب يكمن في قدرة الجسد على مقاومة ذلك المرض ..
ومن هنا جاءت فكرة التطعيمات .. فتقوية مناعة الجسد بتطعيم الأطفال لتحصين أجسادهم وحمايتها من هجوم الأمراض الخطيرة ؛ صارت إلزامية لكونها ضرورة وليست ترفًا.
وهكذا في الهجمات الفكرية التي تدمر العقول وتميت الضمائر ..
فقد يتعرض شخصين لنفس الهجمة ، وبعد الحوار والمناصحة لهما ينجو فكرأحدهما بينمايفسد فكر الآخر فسادًا لا يمكن إصلاحه إلا ببتر ذلك الفرد من جسد المجتمع .
ولو بحثنا عن السبب لاتضح لنا أنه في وجود قدر من الحصانة الفكرية لدى الناجي في حين أفتقدها الهالك .
من هنا تتضح أهمية ( إلزامية ) التحصين الفكري للأبناء خاصة مع توسع وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الأبناء عرضة للهجمات الفكرية وهم في عقر دورهم وتحت نظر والديهم .
ربما لا يستطيع الآباء والمربون التحكم في إيقاف تلك الهجمات ولكن يستطيعون التحكم في عامل التحصين والوقاية ؛ فذلك ضمن دائرة تأثيرهم .
وحتى يقوم الآباء والمربون بتلك المهمة الضرورية ، لابد من من تأهيل من يحتاج منهم بشكل كافٍ ؛ فمن يُصَدِّر تلك الهجمات مؤهل بشكل كبير ، وقدرته على التأثير تفوق تأثير الآباء والمربين غير المؤهلين ، فإن لم نتصدّٓ للهجمات الفكرية بسلاح العلم والمعرفة سنخسر المزيد من أبناء مجتمعنا وفلذات أكبادنا .
لذا لا بد من التركيز على محور تأهيل الآباء لمهمة تحصين أبنائهم فكريًا ؛ كمرحلة تالية لتأهيل المقبلين على الزواج ، ويكون إلزاميًا وبخطوات سريعة ومدروسة ؛ فمُصٓدِّرو الهجمات يتحركون بسرعة ومنهجية .
إن إلزامية ذلك التأهيل لا تقل أهمية عن إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج ، فحماية الفكر لا تقل أهمية عن رعاية الجسد بل قد تفوقها ، فالمصابين صحيًا إذا وجدوا الدعم والرعاية يبدعون في خدمة أوطانهم .. أما المُضٓلًَّلين فكريًا - برغم سلامة أجسادهم - فهم أدوات قتل وتدمير لمجتمعاتهم وأوطانهم .
ومن المقترحات المعينة على تأهيل الآباء : حصولهم على دورات تدريبية تأهيلية تتمحور حول أساليب تربية الأبناء وتحصين أفكارهم حسب مراحلهم العمرية .. عن طريق التدريب المباشر أو التدريب عن بعد حسب الظروف .
ويكون اجتياز تلك الدورات متطلبًا لبعض الأمور الأساسية .. والتركيز على الطفل الأول لكونه أول تجربة للأبوين في عالم التربية .
فمثلا اجتياز الوالدين لدورة عن أسس التربية في مرحلة الطفولة المبكرة متطلب لاستخراج شهادة ميلاد الطفل أو ضمه لسجل الأسرة ..
واجتيازهما لدورة عن أسس التربية في مرحلة الطفولة المتأخرة متطلب لتسجيله في المرحلة الإبتدائية ..
وهكذا لا يلتحق الابن بمرحلة دراسية إلا بعد اجتياز أبويه لاختبارات تضمن كفاءتهما للتعامل مع متطلبات تلك المرحلة العمرية .
بحيث تُعَد تلك البرامج باحترافية عالية ويتم التركيز فيها على الجانب العملي من خلال الحالات الدراسية ولعب الأدوار وغيرها ، وتجنب المبالغة في التنظير .
كما تتضمن تلك البرامج محو أمية الآباء التقنية خاصة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي ، مما يتيح لهم مشاركة أبنائهم في عالمهم ومتابعتهم بطريقة ذكية .
إن دور الوالدين كبير وخطير ، فهما المفترض أن يكونا العامل المؤثر الأول والأقوى على الأبناء ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
وما تأثر الأبناء بأفكار الآخرين الهدامة ؛ إلا لنقص أو غياب تأثير الوالدين ؛ فحلَّ محله تأثير خارجي مدمر .
فالبدار البدار لمدِّ يد العون للمحتاجين من الآباء مساندة لهم في ردم الفجوة التواصلية بينهم وبين أبنائهم ليسيروا بجوارهم بدون حواجز ؛ يوجهونهم .. يساندوهم .. يؤاخونهم .. ويقيلون عثراتهم .. فتأمن الأسرة ومن ثَمَّ يأمن المجتمع ..
فالأمن يبدأ من الأسرة .. وإليها يعود .
اللهم احفظ أبناءنا وأسرنا ومجتمعنا ووطننا الحبيب ووفقنا لحمايته - كل بما يستطيع - حتى نستحق أن نعيش فيه .
قد يصاب شخصين بنفس المرض الفتاك الذي يهاجم نفس العضو من جسديهما ، فينجو أحدهما بعد العلاج ؛ وقد يموت الآخر أو يُبتر ذلك العضو من جسده ..
فما السبب في تباين النتيجة مع أن المؤثر واحد ؟
إن السبب يكمن في قدرة الجسد على مقاومة ذلك المرض ..
ومن هنا جاءت فكرة التطعيمات .. فتقوية مناعة الجسد بتطعيم الأطفال لتحصين أجسادهم وحمايتها من هجوم الأمراض الخطيرة ؛ صارت إلزامية لكونها ضرورة وليست ترفًا.
وهكذا في الهجمات الفكرية التي تدمر العقول وتميت الضمائر ..
فقد يتعرض شخصين لنفس الهجمة ، وبعد الحوار والمناصحة لهما ينجو فكرأحدهما بينمايفسد فكر الآخر فسادًا لا يمكن إصلاحه إلا ببتر ذلك الفرد من جسد المجتمع .
ولو بحثنا عن السبب لاتضح لنا أنه في وجود قدر من الحصانة الفكرية لدى الناجي في حين أفتقدها الهالك .
من هنا تتضح أهمية ( إلزامية ) التحصين الفكري للأبناء خاصة مع توسع وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الأبناء عرضة للهجمات الفكرية وهم في عقر دورهم وتحت نظر والديهم .
ربما لا يستطيع الآباء والمربون التحكم في إيقاف تلك الهجمات ولكن يستطيعون التحكم في عامل التحصين والوقاية ؛ فذلك ضمن دائرة تأثيرهم .
وحتى يقوم الآباء والمربون بتلك المهمة الضرورية ، لابد من من تأهيل من يحتاج منهم بشكل كافٍ ؛ فمن يُصَدِّر تلك الهجمات مؤهل بشكل كبير ، وقدرته على التأثير تفوق تأثير الآباء والمربين غير المؤهلين ، فإن لم نتصدّٓ للهجمات الفكرية بسلاح العلم والمعرفة سنخسر المزيد من أبناء مجتمعنا وفلذات أكبادنا .
لذا لا بد من التركيز على محور تأهيل الآباء لمهمة تحصين أبنائهم فكريًا ؛ كمرحلة تالية لتأهيل المقبلين على الزواج ، ويكون إلزاميًا وبخطوات سريعة ومدروسة ؛ فمُصٓدِّرو الهجمات يتحركون بسرعة ومنهجية .
إن إلزامية ذلك التأهيل لا تقل أهمية عن إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج ، فحماية الفكر لا تقل أهمية عن رعاية الجسد بل قد تفوقها ، فالمصابين صحيًا إذا وجدوا الدعم والرعاية يبدعون في خدمة أوطانهم .. أما المُضٓلًَّلين فكريًا - برغم سلامة أجسادهم - فهم أدوات قتل وتدمير لمجتمعاتهم وأوطانهم .
ومن المقترحات المعينة على تأهيل الآباء : حصولهم على دورات تدريبية تأهيلية تتمحور حول أساليب تربية الأبناء وتحصين أفكارهم حسب مراحلهم العمرية .. عن طريق التدريب المباشر أو التدريب عن بعد حسب الظروف .
ويكون اجتياز تلك الدورات متطلبًا لبعض الأمور الأساسية .. والتركيز على الطفل الأول لكونه أول تجربة للأبوين في عالم التربية .
فمثلا اجتياز الوالدين لدورة عن أسس التربية في مرحلة الطفولة المبكرة متطلب لاستخراج شهادة ميلاد الطفل أو ضمه لسجل الأسرة ..
واجتيازهما لدورة عن أسس التربية في مرحلة الطفولة المتأخرة متطلب لتسجيله في المرحلة الإبتدائية ..
وهكذا لا يلتحق الابن بمرحلة دراسية إلا بعد اجتياز أبويه لاختبارات تضمن كفاءتهما للتعامل مع متطلبات تلك المرحلة العمرية .
بحيث تُعَد تلك البرامج باحترافية عالية ويتم التركيز فيها على الجانب العملي من خلال الحالات الدراسية ولعب الأدوار وغيرها ، وتجنب المبالغة في التنظير .
كما تتضمن تلك البرامج محو أمية الآباء التقنية خاصة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي ، مما يتيح لهم مشاركة أبنائهم في عالمهم ومتابعتهم بطريقة ذكية .
إن دور الوالدين كبير وخطير ، فهما المفترض أن يكونا العامل المؤثر الأول والأقوى على الأبناء ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
وما تأثر الأبناء بأفكار الآخرين الهدامة ؛ إلا لنقص أو غياب تأثير الوالدين ؛ فحلَّ محله تأثير خارجي مدمر .
فالبدار البدار لمدِّ يد العون للمحتاجين من الآباء مساندة لهم في ردم الفجوة التواصلية بينهم وبين أبنائهم ليسيروا بجوارهم بدون حواجز ؛ يوجهونهم .. يساندوهم .. يؤاخونهم .. ويقيلون عثراتهم .. فتأمن الأسرة ومن ثَمَّ يأمن المجتمع ..
فالأمن يبدأ من الأسرة .. وإليها يعود .
اللهم احفظ أبناءنا وأسرنا ومجتمعنا ووطننا الحبيب ووفقنا لحمايته - كل بما يستطيع - حتى نستحق أن نعيش فيه .