الأستاذة أميمة عبد العزيز زاهد - جده
ما هذا الذي يحدث ويدور بيننا في هذا الزمن؟ لماذا أصبح الهروب بأشكاله المتعددة ومفاهيمه المختلفة هو السمة الغالبة علينا؟ لماذا نشجب ونندد ونستنكر في أعماقنا التصرفات التي تصدر من أناس على مستوى عال من المسؤولية؟ ورغم ذلك يقف البعض منا مكتوف الأيدي، والبعض الآخر يصفق لهم بحرارة ويبتسم بمرارة؟ هناك إحساس عميق بالألم ينتابني، تترجمه وقائع حياتنا اليومية، فماذا حدث لنا؟ سؤال أسأله لنفسي بلا تشاؤم ولا سلبية، وأحاول أن أجرد نفسي من مشاعري؛ حتى لا أقع في دائرة الإحباط، لماذا نتكلم بصوت هامس ومرتعش عن ما نعانيه في تعليمنا ومناهجنا وشوارعنا ومستشفياتنا، وعن البطالة والواسطة؟ وكأن الأمر لا يعنينا ولا يقع تحت الوعي الفكري، وأن علينا أن نشعر بالمسؤولية الاجتماعية من منطلق المساهمة الفعالة لنهضة هذا المجتمع، وأن نضيف إليه ولا نكون عبئاً عليه، لماذا هناك من يتحدث عن الأمانة والأخلاق والصدق والوفاء والشرف والحرية وهم أبعد ما يكونون من تلك الصفات؟ بل هم أنفسهم من زرعوا الألم والحزن والإحباط في نفوسنا، لماذا أصبح النسيان هو رفيقنا عندما تشغلنا زحمة الحياة وتبعدنا عن الشعور بهموم المحيطين بنا ونتنكر لمن مد لنا يوماً يده ليساعدنا؟ هل أصبحنا لا نشعر بمعاناة من حولنا وإحباطاتهم؟ هل أصبحت الرحمة صفة غير واردة في تعاملاتنا؟ لماذا بتنا لا ننسى مشاكلنا إلا بمشكلة أكبر منها؟ وإلى متى سنظل نسأل ونستفهم ماذا يحدث من حولنا أو ما الذي قد يحدث لنا من جراء التطورات السريعة في حياتنا؟ ومتى نُسخر ما تعلمناه لخدمة أنفسنا والآخرين؟ ومتى نحقق لأنفسنا ما نريده نحن لا ما يريده غيرنا لنا؟ ومتى نتكلم بصوت مسموع وبرأي واقعي وبأسلوب تربوي وصريح وبكل ثقة عن كل ما يؤرقنا ويزعجنا ويتعبنا ويدمينا من ضياع أبسط حقوقنا؟ متى يكون لنا صوت في صنع القرارات التي تؤثر على حياتنا؟ هل نرى أن في الهروب من الأزمات والنكبات والابتلاءات هو الحل الوحيد؟ هل هانت علينا أنفسنا فاستسلمنا لليأس ووقعنا فريسة لوساوس يصورها لنا واقعنا؟ إن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وما دمنا نلتزم بواجباتنا فعلينا أن نطالب بحقوقنا، إن نظرة المؤمن الحق تؤكد له أن في هذه الابتلاءات حكمة وخيراً، فالله بيده الخير كله وهو اللطيف بعباده، فمن رضي بالابتلاء له الرضا، ومن سخط فله السخط، ولكن بعد أن نكون قد بذلنا وفعلنا وحاولنا وطالبنا وصممنا على قول الحقيقة بكل حق وأمانة وعدل، فلو استمر الحال على ما هو عليه فسنجد أنفسنا في النهاية أننا أضفنا سنوات وسنوات من الهم والحزن والألم لحياتنا، ولم نضف حياة إلى سنوات عمرنا. .
ما هذا الذي يحدث ويدور بيننا في هذا الزمن؟ لماذا أصبح الهروب بأشكاله المتعددة ومفاهيمه المختلفة هو السمة الغالبة علينا؟ لماذا نشجب ونندد ونستنكر في أعماقنا التصرفات التي تصدر من أناس على مستوى عال من المسؤولية؟ ورغم ذلك يقف البعض منا مكتوف الأيدي، والبعض الآخر يصفق لهم بحرارة ويبتسم بمرارة؟ هناك إحساس عميق بالألم ينتابني، تترجمه وقائع حياتنا اليومية، فماذا حدث لنا؟ سؤال أسأله لنفسي بلا تشاؤم ولا سلبية، وأحاول أن أجرد نفسي من مشاعري؛ حتى لا أقع في دائرة الإحباط، لماذا نتكلم بصوت هامس ومرتعش عن ما نعانيه في تعليمنا ومناهجنا وشوارعنا ومستشفياتنا، وعن البطالة والواسطة؟ وكأن الأمر لا يعنينا ولا يقع تحت الوعي الفكري، وأن علينا أن نشعر بالمسؤولية الاجتماعية من منطلق المساهمة الفعالة لنهضة هذا المجتمع، وأن نضيف إليه ولا نكون عبئاً عليه، لماذا هناك من يتحدث عن الأمانة والأخلاق والصدق والوفاء والشرف والحرية وهم أبعد ما يكونون من تلك الصفات؟ بل هم أنفسهم من زرعوا الألم والحزن والإحباط في نفوسنا، لماذا أصبح النسيان هو رفيقنا عندما تشغلنا زحمة الحياة وتبعدنا عن الشعور بهموم المحيطين بنا ونتنكر لمن مد لنا يوماً يده ليساعدنا؟ هل أصبحنا لا نشعر بمعاناة من حولنا وإحباطاتهم؟ هل أصبحت الرحمة صفة غير واردة في تعاملاتنا؟ لماذا بتنا لا ننسى مشاكلنا إلا بمشكلة أكبر منها؟ وإلى متى سنظل نسأل ونستفهم ماذا يحدث من حولنا أو ما الذي قد يحدث لنا من جراء التطورات السريعة في حياتنا؟ ومتى نُسخر ما تعلمناه لخدمة أنفسنا والآخرين؟ ومتى نحقق لأنفسنا ما نريده نحن لا ما يريده غيرنا لنا؟ ومتى نتكلم بصوت مسموع وبرأي واقعي وبأسلوب تربوي وصريح وبكل ثقة عن كل ما يؤرقنا ويزعجنا ويتعبنا ويدمينا من ضياع أبسط حقوقنا؟ متى يكون لنا صوت في صنع القرارات التي تؤثر على حياتنا؟ هل نرى أن في الهروب من الأزمات والنكبات والابتلاءات هو الحل الوحيد؟ هل هانت علينا أنفسنا فاستسلمنا لليأس ووقعنا فريسة لوساوس يصورها لنا واقعنا؟ إن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وما دمنا نلتزم بواجباتنا فعلينا أن نطالب بحقوقنا، إن نظرة المؤمن الحق تؤكد له أن في هذه الابتلاءات حكمة وخيراً، فالله بيده الخير كله وهو اللطيف بعباده، فمن رضي بالابتلاء له الرضا، ومن سخط فله السخط، ولكن بعد أن نكون قد بذلنا وفعلنا وحاولنا وطالبنا وصممنا على قول الحقيقة بكل حق وأمانة وعدل، فلو استمر الحال على ما هو عليه فسنجد أنفسنا في النهاية أننا أضفنا سنوات وسنوات من الهم والحزن والألم لحياتنا، ولم نضف حياة إلى سنوات عمرنا. .