أحمد صالح حلبي - مكة المكرمة
لم تكن وزارة الحج والعمرة بعيدة عن مواكبة التطورات التي تشهدها قطاعات الدولة خلال الفترة الحالية، ومشاركتها الفاعلة في منظومة رؤية المملكة 2030، فقد برز دورها واتضحت مشاركتها الفعلية من خلال إيضاحات معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن في اللقاء التلفزيوني الذي شارك فيه أصحاب المعالي الوزراء مساء الأول من رمضان المبارك، وبثه التلفزيون السعودي بعدة قنوات.
ومن تابع حديث معاليه عن تطلعات وزارة الحج والعمرة لبرنامج التحول 2020 يلحظ بعده عن الأسلوب الإنشائي واعتماده على الأرقام في شرحه وإجاباته، وهو ما يعني أن الوزارة مقبلة على خطط وبرامج عملية ضخمة، وبعيدا عن المبالغات وبحديث واقعي أوضح معاليه أن عدد الحجاج النظاميين من الداخل والخارج هو مليون ونصف المليون حاج، وأن المستهدف في 2020 هو مليونان وخمسمائة ألف حاج، ولم يبالغ معاليه في الأرقام وهو يشير إلى مضاعفة الأعداد، مبينا أن السبب في عدم تجاوز هذا العدد عائد لمحدودية مساحة المشاعر المقدسة خاصة مشعر منى، وهذا ما نريده من كل مسؤول بالدولة لا نريد حديثا مليئا بالمبالغات الرقمية، بل حديثا واقعيا.
أما في مجال العمرة فقد أوضح معاليه أن الرقم الحالي والمحدد بـ6 ملايين معتمر سيرتفع إلى 15 مليون معتمر وهو ما يعني أن نسبة الزيادة المتوقعة ستكون أكثر من 200% مما يشكل فرصة أمام العاملين في مجال العمرة للتسابق نحو تطوير خدماتهم والارتقاء بها.
وإن كانت الوزارة ساعية نحو تطوير خدماتها لمواكبة تحول 2020 فإنها في المقابل عاملة على تطوير أداء العاملين في مجال الحج والعمرة، فالمستفيدون من برامج التدريب من العاملين في منظومتي الحج والعمرة حاليا يبلغ عددهم (7000) فرد، وارتفاعه إلى نحو (40.000) فرد يشير إلى سعي الوزارة للاهتمام بالعاملين وتحسين مستوى أدائهم، ولن يكون هناك اعتماد على (س) أو (ص) بقدر ما يعتمد على القدرات العملية للفرد وسرعة البديهة، وهو ما يحتاج إليه في منظومة الحج.
وإن كانت وزارة الحج والعمرة عازمة على السير في مسار التطوير الشامل فإن أولى الخطوات هي العمل على تنفيذ مشروع رسملة مؤسسات الطوافة تنفيذا لقرار مجلس الوزراء رقم 81 وتاريخ 7 / 3 / 1428 هـ، والاستفادة من الكوادر المجمدة داخل أروقة مؤسسات الطوافة، وإبعاد المتشدقين الطامحين لنيل مراكز لا يستحقونها.
وعلى مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف (المطوفون، الأدلاء، الوكلاء، الزمازمة) أن يدركوا بأن زمن القول دون العمل قد مضى، وأن التحول من العمل التقليدي إلى عمل متطور برؤية مستقبلية واعية هو القادم، ومن يدعي حرصه على الطوافة والمطوفين، ويسعى لمنح أصدقائه مكافآت مالية دون وجه حق، فعليه أن يدرك بأن العجلة قادمة ولن يستطيع البقاء مهما قال من وعود.
وأملي أن يسعى معالي الوزير إلى شرح رؤية الوزارة لمنسوبي مؤسسات أرباب الطوائف، فهناك من يسعون لإيهام المطوفين أن أي تطوير لمهنتهم يعني نهايتها، وأن تنفيذ رسملة وحوكمة وهيكلة مؤسسات الطوافة يعني دخولها لمنظومة عمل مختلفة، ومثل هؤلاء لا هدف لهم سوى البقاء داخل عضوية مجلس الإدارة.
وإن كان لبيت الله الحرام أهمية ولمكة المكرمة مكانة فإن لضيوف الرحمن معزة تسكن القلوب وتجعلنا خداما لهم، والخدمة لا تنحصر في مسكن أو مأكل أو عمل يقدم، لكنها تأتي بكلمة طيبة وبسمة على الشفاه تؤكد صدق القول وارتباطه بالعمل .