ما الدنيا من دون الإحساس بالحب، الحب الذي زرعه الله بدون استثناء في جميع الكائنات، الحب تلك المشاعر الإنسانية الرائعة المتمثلة في جميع مظاهر حياتنا، فالرحمة والعطاء والعطف والحنان مصدرهم الحب، الوفاء والأمانة والشجاعة والإيثار والصدق والحياء من صفات الحب، الاحترام والدفء والحيوية والطهارة والنجاح والصبر والتضحية لا يمتلكهم إلا من أحب، الكلمة الطيبة والابتسامة الرقيقة واللمسة الحانية يعبر عنهم كل محب، ففي كل زمان وأي مكان وبصور مختلفة وبطرق شتى وفي كل سن ومرحلة وفي أي دور نردد لفظ الحب، ونتعامل به ومعه ومن خلاله، الحب أرقي المشاعر الإنسانية، فهو أمل وإيجابية، بل ودليل على الصحة النفسية، الحب هو حضن دافئ، هو شوق ووله وحنين، الحب هو طموح وعمل وهدف وإرادة وجرأة وجنون، الحب هو شكر وتقدير ورحمة، الحب هو مشاركة وإخلاص وأمان، الحب هو الشعور بالانتماء والارتياح والطمأنينة والسكينة، فلا غنى لأي فرد عن هذا الإحساس، ومن منا لم يبحث عن الحب؟ ومن منا لم يكن يوماً محباً أو محبوباً؟ فنحن عندما نغضب أو نتألم أو نفرح لا نجد من نشاركه إلا من نحب، فجميعنا بحاجة للشعور به، بحاجة إلى معايشته والتعمق في فهم مضمونه ومحتواه، وتحقيق أهدافه بنفس طيبة ونقية، وطبيعي أن توجد اختلافات وفروق فردية بين البشر، فهناك من يمارس الحب بوعي أو بجهالة، حقيقة أو خداع، بصدق أو للتسلية، وهناك من مارسه وعايشه من خلال المواقف الطيبة والإيجابية، وهناك من تفنن في ممارسته في التحايل والخبث والخداع، وهناك من لا يفرق بين الاحترام والابتذال، وبين الجد والهزل، وبين القمة والسفح، أو بين الذهب والصفيح، وبالتالي نحن بشخصياتنا ومفهومنا وأسلوبنا وأخلاقنا ومبادئنا نعيش في الحب، ولا يفقد الحب قيمته إلا إذا فقد بريقه ونضارته وطهارته، فلماذا لا نحاول أن نعيش الحب بكل معانيه الصافية الطاهرة الشفافة؟ لماذا لا نحيا ونبتسم ونسامح بقلب محب؟ فلحظة واحدة نعيشها بصفاء مع كل الناس، وكلمة طيبة تخرج منا بكل حب، تستقر في قلب إنسان، تشعر معه بالصدق لحظات تعيشها روحك، تنبض بالخير، تشفيك من كل أمراض القلق والوحدة، فالحياة أرحب وأجمل من أن نضيقها بالهم والغم، والقلوب أطهر من أن نلوثها بالكره والحقد والحسد، والحب أعظم من أن ندفنه بالشك والخيانة والكذب والعناد والقسوة وسوء الظن، الحب في أن نعيش الخير بكل ما فيه، ونكره الشر بكل أكاذيبه، الحب مشاعر صادقة ومرهفة وشفافة، تنمو وتزدهر في قلوبنا إن وجدت بيئة حاضنة تحتويه، وتذبل هذه المشاعر وتموت لو فقدت مقومات هذه البيئة، الحب هذا الإحساس الرائع، أيامه لحظات صدق، ونبضاته أنفاس حنان، ونداؤه مودة، وعالمه سعادة، فهل نوجه نداء حتى يعود هذا الإحساس الذي رحل عن حياتنا؟ فالمحبة لا يشعر بلذتها إلا من تذوقها .