عَلى المَوْعِدِ وَصَلْتُ المَرْفَأْ
تَمَوُّجآت المآء تَنْسابُ بِـ رِقّةٍ عَلى أَرْصِفَةِ المَرْفَأْ
وَتُمَسِّدُ صُخورَها السَّوْدآء بِـ لُطْفٍ
هُدوءٌ يَكْسو المَكآن إِلاَّ مِنْ دُخآنِ زَفيري وَحَسيسَ شَهْقآتي المُثْقَلة عَلى مَضيقِ الحُنْجَرة
مِزْمآرُ السّفينة مُمَدَّدٌ بِلا سَفينة ،
لا يَنْفُثُ الهَوآء خآوٍ حَتّى مِنْ صَفير الفَرح
وهُناك .. السّفينَة أَتْعَبَها الّرحيل فَـ تَوقَّفَتْ عَنْ حَمْلِ أَمْتِعَةِ المُغادرين وَ إِمْتَنَعَتْ عَنْ السّفَر
كُل شَئٍ هُنا مُتَوَقَّفٌ إِلاَّ حَثيثَ إِنْتِظآري
و إِحْمِرآرُ الشّفَقِ .. وغَرْغَرَتُ الشّمْس الأَخيرَةِ قَبْلَ أَنْ تَغْطُسَ في المآءِ
خَلْفَ الضِّفَةِ الأُخْرى مِنْ النّهآرِ لِـ تَغْتَسِلَ مِنْ رَذآذ قَهْقَهآتِ السّكْرى
و أَبْخِرَة عِطْرٍ تَنْبَعِثُ مِنْ رِدآء الرّاقَصين تَرَنُّحاً
تَموتُ الشّمْس كُلَّ يَوْمٍ مَرّة وأَنا أَموتُ مَرَّآت
المَكانُ خَوَى إلاَّ مِنْ ( أَنا ) أَبْحَثُ عَنْ رِئةٍ تُشْغِلُ حَيْزاً مِني لِـ أَتَنَفّس
.. شارَفَ الوَقْتُ على الدّمَس وَ بَدَأَ الّليْل يُسْدِلُ سَوآدَهُ العَتِمْ
إِيْذآناً لِـ الفَصْلِ الخآمِسِ بِـ عَرضِ الطُّقوسِ في حَضْرَةِ القِدِّيسِ
وأَنا القِدّيس هُنا .. أُرَتِّلُ إِنْتِظآري صَبْراً
صَمْتٌ خُيِّمَ على المَرْفأْ لِـ أُبْدأْ دَوْزَنَةْ شرآيينَ الوَجَعِ
عَلى لَحْنِ تَمْتَمآتي المُتَأَوِّهَةِ
وَ بَدَأَ العَزْفُ على رَعْشَةِ الجَسَدِ
والصّولو أَنيني والإيْقآعُ نَبْضي
هآ هِيَ تَنْسَلُّ مِنْ بَيْنِ ثَنِيّآت الشَّفَقِ
لِـ تَبْدوَ أَبْهى مِنْ النُّورِ وَاأَشْرَقْ
تَعآليْ إِجْلِسي إسْمَعي دُمْدُمآتَ قَلْبي
وهَذيآن صَمْتي وإِرْتِجآفَ أَضْلُعي
إِسْمَعي خَريرَ دِمآئي وَهِيَ تَجْري إِلَيْكِ
وَ قَطَرآتٍ مِنْ الوَتين تَتَسآقَطْ
لِـ تَرْسُمَكِ بِـ لَوْنَكِ النُّوريِّ كَـ أَنْقى قَطْرَةٍ سَقَطَتْ عَلى الأَرْضِ
سَحآبآتٌ تَحَشَّدَتْ فَوْقَنا لِـ تُمْطِرَكِ بِـ حَنيني
وَأَضْلُعي إِتَّقَدَتْ حَطَباً لِـ تَدْفَئي بِـ أَشْوآقي
وَفآهي يُرَتِّلُ أُغْنِيَةَ الحُبْ لِـ تَرْقُصي
وَعَيْنآي تَسْقي كُلَّ فُصولِ الحُبْ في أَعْماقي لِـ تَنْمو الأزْهار تَحْتَ قَدَمَيْكِ
لِـ تَجوبي كُلَّ ثَنايآيْ حآفيةً مُتَشَبِّثَة بِـ عآتِقى
فَـ لا وَخْزٍ مِنْ فَقْدٍ ولا طَعْنٍ مِنْ فِرآق
إِشْهَقي حَبيبَتي عَبَقَ الرّيآحينَ مِنْ كُل أَرْجآئي
وأُزْفُري ( أَحِبَّكْ ) لِـ أَشْهَقَها نَقِيّةٍ
وَأَزْفُرُ ( أَحِبِّكْ ) لِـ تَشْهَقيها صآفِيَةٍ بِلا أَسَنٍ
وَرَدِّدي أَذْكآري وَنامي وسَـ أَتْلو لَكِ أَيآتٍ مِنْ سَفَرِ الحُب
وأَمّني دُعآئي في صَلَوآتِ الفَجْرِ
فَـ غَداً سـ تَلِدُ لنا الشّمْس نُوراً
**