الدكتور ماجد قنش - جدة
القلق من أهم الإستجابات الفطرية لدى الكائن الحي ، والصادرة عن الجملة العصبية اللا إرادية بسبب منبه أو مثير يهدد الكائن . ويحتوي القلق على عناصر معرفية ، وحركية، وعصبية، وسلوكية... وهو السبب الرئيسي أو حجر الأساس وراء جميع الأعصاب الحادة و وراء تعلم الاضطرابات السلوكية المكتسبة ، ويعتبر القلق مثل الخوف كرد فعل طبيعي لإستجابة الفرد نحو الإثارة الضارة ، والإثارة الضارة هي أي حدث يسبب اضطراباً وظيفياً في الأنسجة العضوية ، ويدفع الفرد نحو استجابة تجنبية ، ومن الضروري من أجل الإجراءات العلاجية الأخذ في الاعتبار أن الاستجابات القلقية يصاحبها تفريغ في الشحنات الكهربائية العصبية في الجهاز العصبي الذاتي أو المستقل .
والقلق في حد ذاته يمكن اعتباره بمثابة إشارة إنذار، أو تحذير للفرد بأن هناك مايهدد الذات . إلا أن الحالات الشديدة من القلق، وذات النمط العصبي غالباً ماتضر بالفرد، وتؤدي به إلى تشتت التوافق الحركي ، وقد تحدث رعشات أو توترات عضلية أو صداع وقد يتشتت القلق الشديد القدرة على التركيز وعلى تذكر المعلمومات ، والعجز عن تسجيل الإنطباعات أو الصور الذهنية في الذاكرة ، وقد يؤدي إلى فقدان الذاكرة وقد يعطل القدرة الجنسية (على شكل فشل في الانتصاب ، أو القذف المبكر، أو البرود الجنسي ) ، كما تظهر المشاعر الشاذة مثل المشاعر المزيفة أو المصطنعة، وقد يصاحب ذلك بعض أعراض القلق العضوية مثل زيادة التنفس، والرعشات، وألم في العضلات، والتشويش في الحس أي الإحساس بالتخدر أو التنميل أو الحكة من دون سبب ، وكذلك الآلم القلب وسرعة نبضات القلب، وارتفاع في الضغط، وجفاف في الفم، والتعرق وتظهر هناك فروق فردية تظهر في حساسية بعض الأفراد للاستجابة لأنماط محدودة من المواقف .
وهنا يرى " ولبي" أيضاً أن ردود الفعل الهستيرية والوساوس يمكن أن تكتسب من أجل أن يقاوم الفرد القلق ويخففه أو يتجنبة. إن ردود الفعل هذه تعمل على تخفيف القلق وهي تعمل بشكل غير واع، وأحياناً يكون الوسواس محدداً مثلا على شكل أفكار تتردد بشكل ملح مثل المرأة التي تلح عليها فكرة إلقاء ابنها من أعلى البناء، وأحياناً يكون الوسواس على شكل أفعال معقدة نسبياً وقهرياً، أو على شكل حركات آلية متتابعة مثل الاستعراض الشبقي أو غسيل اليدين باستمرار بشكل ملفت للنظر وكلمة قهري غالياً ماتستخدم بشأن الوسواس ذي الطابع الحركي .
د. ماجد على قنش
دكتورا في علم النفس والسلوكيات الأسرية