منال فدعق - جدة
في الوقت الذي غادر فيه الكثير من الأهالي و الأقارب لمشاركة أبنائهم حفل تخرجهم أو حصولهم على درجات علمية أعلى في الخارج، تابع الأكثر تلك المراسم من خلال روابط تمكنهم من أن يعيشوا اللحظة و يشاركوا الفرحة. و إن كان عدد الخريجين من جامعاتنا المحلية قد تزايد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فعدد المبتعثين لا يُغفل عنه أيضا. و لم يبقى سوى أسابيع قلائل و أياماً معدودة ليعودوا إلى أرض الوطن حاملين معهم شهاداتهم، إنجازاتهم،أحلامهم ، طموحهم ومخاوفهم في نفس الوقت. و من حسن حظ دفعة هذا العام أنهم عائدون في الوقت الذي تشهد فيه المملكة تغيرات جذرية لتعديل النمطية و تجديد النية لإستغلال الطاقات الشبابية بالذات و ذلك بعد إطلاق رؤية ٢٠٣٠ الذي تم في الأيام الماضية. و هذه فرصةٌ ثمينة للباحثين عن التميز و الراغبين في تجديد الدماء و الخبرات و ثاقبي النظر في احتياجات الدولة في الوقت الراهن حيث فُتحت لهم مداخل و رؤىً جديدة.
فكل ما يحتاجونه بعد إكتمال أوراقهم و عودتهم و بعد الاستعانة بالله هو التفاؤل و البحث و الحماس و تحديد التوجه و الاستمرارية على ما عودوا أنفسهم عليه أثناء معيشتهم في الخارج من إلتزامٍ بالوقت، الإيجابية، و الاهتمام بالصحة والرياضية و الطعام و أوقات النوم، و الانضباط و احترام آراء الآخرين و ما إلى ذلك من سلوكيات يؤسفنا تخلي عدد كبير من العائدين عنها بمجرد رجوعهم للبلاد. و هذا ما يقودني للتساؤل عن الحلقة المفقودة التي طالما بحثت عن أسبابها رغم معرفتي ببعضها. ما الذي يؤدي إلى التغير السريع بعد مغادرة بلد الابتعاث و العودة للبلد الأم؟!! أهو روتين حياة، أم عادات؟؟!! أم نسبة و كمية الإحباط و الملل التي تنتابهم بعد العودة بسبب ما يرونه ممن حولهم؟؟!! أم هي المخاوف و السلبيات التي ينقلها لهم المجتمع من خلال حديثهم و تعاملهم أم ماذا بالتحديد؟؟!! أم لأن ما عودوا أنفسهم عليه لم يكن من سمات و عادات نشأوا عليها؟؟!! أو أنها ليست من قناعاتهم لذا تحرروا منها بمجرد العودة . علما بأن معظم ما عودوا حياتهم عليه من أجل مواكبة العيشة هناك أو حتى في الداخل ما هو إلا مجموعة صفات و سلوك على المسلمين الإتصاف بها ابتداءاً من صدق الحديث، الوفاء بالعهد، الالتزام بالمواثيق، الحرص على الوقت، الجد في طلب العلم، التعاون، العمل الجماعي و التطوعي، مساعدة الآخرين و انتهاءاً بالمشرب و المأكل و الملبس و الاقتصاد و قيسوا على ذلك. و أيقنت أن الحلقة المفقودة ليست مجهولةٌ من قبلنا و إنما هي الحاضر الغائب، كلمات نرددها دون العمل بها و مبادئ نؤمن بها دون أن نطبقها. و إن كان هذا حال بَعضُنَا في السابق، فمع الرؤية الجديدة آصبح التغير واجب بل وحتمي. وإن لم يكن من أجلنا، فليكن من أجل مستقبل أبنائنا و جيلنا الصاعد. فحريّ بالعائدين الاستمرار في خطاهم بثبات و العمل بإجتهاد ليفتخر بهم الوطن على أرضه كما افتخر بهم في غربتهم وليحذروا من الدخول في دوامة الاحتفالات، و السهرات والمقاهي و البشكات وسارقي الأوقات حتى لا يجدوا نفسهم بعد فترة وجيزة من عودتهم في الحلقة المفقودة. و حري بخريجي جامعاتنا تزويد أنفسهم بمهارات و حضور دورات لصقل الشخصيات و تقنص فرص العمل و اكتساب الخبرات ليكونوا يدا بيد مع مثلائهم من خريجي الخارج من أجل أن يدمجوا ما تعلّموه جميعهم ليقدموه لوطن أفضل.
قم يا بني وانهض و اعمل واجتهد
إن النجاح يحتاج إلى العمل
و استغل وقتا ضائعا و استمد
قوة من المولى تُبعِد عن الكل .
.
في الوقت الذي غادر فيه الكثير من الأهالي و الأقارب لمشاركة أبنائهم حفل تخرجهم أو حصولهم على درجات علمية أعلى في الخارج، تابع الأكثر تلك المراسم من خلال روابط تمكنهم من أن يعيشوا اللحظة و يشاركوا الفرحة. و إن كان عدد الخريجين من جامعاتنا المحلية قد تزايد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فعدد المبتعثين لا يُغفل عنه أيضا. و لم يبقى سوى أسابيع قلائل و أياماً معدودة ليعودوا إلى أرض الوطن حاملين معهم شهاداتهم، إنجازاتهم،أحلامهم ، طموحهم ومخاوفهم في نفس الوقت. و من حسن حظ دفعة هذا العام أنهم عائدون في الوقت الذي تشهد فيه المملكة تغيرات جذرية لتعديل النمطية و تجديد النية لإستغلال الطاقات الشبابية بالذات و ذلك بعد إطلاق رؤية ٢٠٣٠ الذي تم في الأيام الماضية. و هذه فرصةٌ ثمينة للباحثين عن التميز و الراغبين في تجديد الدماء و الخبرات و ثاقبي النظر في احتياجات الدولة في الوقت الراهن حيث فُتحت لهم مداخل و رؤىً جديدة.
فكل ما يحتاجونه بعد إكتمال أوراقهم و عودتهم و بعد الاستعانة بالله هو التفاؤل و البحث و الحماس و تحديد التوجه و الاستمرارية على ما عودوا أنفسهم عليه أثناء معيشتهم في الخارج من إلتزامٍ بالوقت، الإيجابية، و الاهتمام بالصحة والرياضية و الطعام و أوقات النوم، و الانضباط و احترام آراء الآخرين و ما إلى ذلك من سلوكيات يؤسفنا تخلي عدد كبير من العائدين عنها بمجرد رجوعهم للبلاد. و هذا ما يقودني للتساؤل عن الحلقة المفقودة التي طالما بحثت عن أسبابها رغم معرفتي ببعضها. ما الذي يؤدي إلى التغير السريع بعد مغادرة بلد الابتعاث و العودة للبلد الأم؟!! أهو روتين حياة، أم عادات؟؟!! أم نسبة و كمية الإحباط و الملل التي تنتابهم بعد العودة بسبب ما يرونه ممن حولهم؟؟!! أم هي المخاوف و السلبيات التي ينقلها لهم المجتمع من خلال حديثهم و تعاملهم أم ماذا بالتحديد؟؟!! أم لأن ما عودوا أنفسهم عليه لم يكن من سمات و عادات نشأوا عليها؟؟!! أو أنها ليست من قناعاتهم لذا تحرروا منها بمجرد العودة . علما بأن معظم ما عودوا حياتهم عليه من أجل مواكبة العيشة هناك أو حتى في الداخل ما هو إلا مجموعة صفات و سلوك على المسلمين الإتصاف بها ابتداءاً من صدق الحديث، الوفاء بالعهد، الالتزام بالمواثيق، الحرص على الوقت، الجد في طلب العلم، التعاون، العمل الجماعي و التطوعي، مساعدة الآخرين و انتهاءاً بالمشرب و المأكل و الملبس و الاقتصاد و قيسوا على ذلك. و أيقنت أن الحلقة المفقودة ليست مجهولةٌ من قبلنا و إنما هي الحاضر الغائب، كلمات نرددها دون العمل بها و مبادئ نؤمن بها دون أن نطبقها. و إن كان هذا حال بَعضُنَا في السابق، فمع الرؤية الجديدة آصبح التغير واجب بل وحتمي. وإن لم يكن من أجلنا، فليكن من أجل مستقبل أبنائنا و جيلنا الصاعد. فحريّ بالعائدين الاستمرار في خطاهم بثبات و العمل بإجتهاد ليفتخر بهم الوطن على أرضه كما افتخر بهم في غربتهم وليحذروا من الدخول في دوامة الاحتفالات، و السهرات والمقاهي و البشكات وسارقي الأوقات حتى لا يجدوا نفسهم بعد فترة وجيزة من عودتهم في الحلقة المفقودة. و حري بخريجي جامعاتنا تزويد أنفسهم بمهارات و حضور دورات لصقل الشخصيات و تقنص فرص العمل و اكتساب الخبرات ليكونوا يدا بيد مع مثلائهم من خريجي الخارج من أجل أن يدمجوا ما تعلّموه جميعهم ليقدموه لوطن أفضل.
قم يا بني وانهض و اعمل واجتهد
إن النجاح يحتاج إلى العمل
و استغل وقتا ضائعا و استمد
قوة من المولى تُبعِد عن الكل .
.