الأستاذة أميمة عبدالعزيز زاهد - جدة
في أعماق كل منا جزء ولو بسيط من الحزن أو الفرح، من السعادة أو الشقاء، من التشاؤم أو التفاؤل، يكبر هذا الجزء ويصغر حسب مسيرة الفرد ونفسيته وعلاقاته وتغيرات المجتمع من حوله، وفي أي مكان وفي أي مجال نجد ممن نقابلهم في حياتنا إما أن يكونوا مصدراً لسعادتنا وتفاؤلنا أو سبباً لشقائنا وتشاؤمنا، وكثير من هذه الشخصيات ساهمت في صنع الحب أو الكره بداخلنا، منها من مر مرور الكرام، والقليل من توقفنا معهم، والكثير أصبحوا مجرد ذكرى، وقابلنا الفئة السلبية الكئيبة تفوح منها رائحة الهم، والمتوقعة دوماً بحدوث المصائب، تستوحي كلماتها من قاموس النكد، وتصوب سهامها نحونا لتنكد علينا، حتى لو كان الموقف يدعو للأمل، فلديها قدرة على أن تحول سعادتنا لحزن، تبيعنا التعاسة بلا ثمن، وتقدم لنا الحزن بلا مقدمات، فلا نسمع منها سوى الآهة، ولا نرى منها سوى الدموع، تنقل إلينا عدوى الألم، وقابلنا الفئة المتفائلة التي تشع بالدفء ولا تعرف اليأس، دائمة الابتسام، تصدر لنا الفرح وتصنع البهجة في قلوبنا، ويكفي أن نراها فتزيل عنا الحزن أو الاكتئاب، نسعد بوقوفها بجانبنا، لديها قدرة ساحرة في نقل ابتسامتها لوجوهنا، وهناك فئة نتمنى أن نلغيها من حساباتنا؛ حتى لا تضيق صدورنا وتنقبض قلوبنا كلما تذكرنا بأنها تقاسمت معنا تفاصيل يومنا، واكتشفنا بأنها مارست معنا دور الذئب، تثني علينا في حضورنا، وتأكل لحومنا إذا ما غبنا، وتبث سمومها لتجردك من إنسانيتك، لنتحول إلى حكاية تسهم في نشرها في الأفواه، وتزين لك الهاوية وتجرك إلى طريق الندم، وكم نكره أنفسنا كلما تذكرناها؛ لأنها النقطة السوداء في ماضينا، فقد عاثت الخراب في أعماقنا، ودمرت علاقتنا بمن حولنا، وسرقت منا الهدوء والاستقرار، وهددت لحظاتنا السعيدة، فهؤلاء لا يستحقون دموعنا، ولا أن نقضي وقتنا نحزن على فراقهم لأنهم رحلوا لينتفعوا بغيرنا، وهناك من كانوا قدوة لنا، وسيظلون كذلك، نحتاج إلى وجودهم بجانبنا، ولا نستطيع الاستغناء عنهم ونحبهم، فهم من يشعرنا وجودهم بالأمان والراحة، يرممون انكساراتنا، ويشترون لنا لحظات الفرح، هم من منحونا شهادة ميلاد جديدة، وقلباً جديداً ودماً جديداً، هؤلاء نتألم لغيابهم، ونسعد بوجودهم، فإقامتهم دائمة في ذاكرتنا، وهناك من لا أثر ولا أهمية له في حياتنا، بعد أن سقط من أعيننا لحظة ظهوره على حقيقته، فهو بارع في رسم ملامح الطيبة على وجهه، يمد لك يده بلا حاجة، ويتفنن في سرد الحكايات الكاذبة، ويمنح نفسه دور البطولة في المعاناة، ويرشحك لدور الغبي بجدارة، ونكتشف سوء نواياه وانهيار أخلاقياته، هكذا هم البشر، منهم من دخل وخرج من حياتنا كعابر سبيل، ومنهم من عاش لفترة قصيرة ورحل بعد أن ترك بصمته في قلوبنا، وفي النهاية نستفيق على واقعنا؛ لنقف وقفة صدق مع أنفسنا ونراجعها؛ لنتعلم كيف نختار من يرافقنا رحلة العمر، من نعطيهم ويعطوننا، من نتفق أو نختلف معهم، ثم نتسامح، نختار من يفهمنا ويسمعنا بود وحب وبصدر رحب.
في أعماق كل منا جزء ولو بسيط من الحزن أو الفرح، من السعادة أو الشقاء، من التشاؤم أو التفاؤل، يكبر هذا الجزء ويصغر حسب مسيرة الفرد ونفسيته وعلاقاته وتغيرات المجتمع من حوله، وفي أي مكان وفي أي مجال نجد ممن نقابلهم في حياتنا إما أن يكونوا مصدراً لسعادتنا وتفاؤلنا أو سبباً لشقائنا وتشاؤمنا، وكثير من هذه الشخصيات ساهمت في صنع الحب أو الكره بداخلنا، منها من مر مرور الكرام، والقليل من توقفنا معهم، والكثير أصبحوا مجرد ذكرى، وقابلنا الفئة السلبية الكئيبة تفوح منها رائحة الهم، والمتوقعة دوماً بحدوث المصائب، تستوحي كلماتها من قاموس النكد، وتصوب سهامها نحونا لتنكد علينا، حتى لو كان الموقف يدعو للأمل، فلديها قدرة على أن تحول سعادتنا لحزن، تبيعنا التعاسة بلا ثمن، وتقدم لنا الحزن بلا مقدمات، فلا نسمع منها سوى الآهة، ولا نرى منها سوى الدموع، تنقل إلينا عدوى الألم، وقابلنا الفئة المتفائلة التي تشع بالدفء ولا تعرف اليأس، دائمة الابتسام، تصدر لنا الفرح وتصنع البهجة في قلوبنا، ويكفي أن نراها فتزيل عنا الحزن أو الاكتئاب، نسعد بوقوفها بجانبنا، لديها قدرة ساحرة في نقل ابتسامتها لوجوهنا، وهناك فئة نتمنى أن نلغيها من حساباتنا؛ حتى لا تضيق صدورنا وتنقبض قلوبنا كلما تذكرنا بأنها تقاسمت معنا تفاصيل يومنا، واكتشفنا بأنها مارست معنا دور الذئب، تثني علينا في حضورنا، وتأكل لحومنا إذا ما غبنا، وتبث سمومها لتجردك من إنسانيتك، لنتحول إلى حكاية تسهم في نشرها في الأفواه، وتزين لك الهاوية وتجرك إلى طريق الندم، وكم نكره أنفسنا كلما تذكرناها؛ لأنها النقطة السوداء في ماضينا، فقد عاثت الخراب في أعماقنا، ودمرت علاقتنا بمن حولنا، وسرقت منا الهدوء والاستقرار، وهددت لحظاتنا السعيدة، فهؤلاء لا يستحقون دموعنا، ولا أن نقضي وقتنا نحزن على فراقهم لأنهم رحلوا لينتفعوا بغيرنا، وهناك من كانوا قدوة لنا، وسيظلون كذلك، نحتاج إلى وجودهم بجانبنا، ولا نستطيع الاستغناء عنهم ونحبهم، فهم من يشعرنا وجودهم بالأمان والراحة، يرممون انكساراتنا، ويشترون لنا لحظات الفرح، هم من منحونا شهادة ميلاد جديدة، وقلباً جديداً ودماً جديداً، هؤلاء نتألم لغيابهم، ونسعد بوجودهم، فإقامتهم دائمة في ذاكرتنا، وهناك من لا أثر ولا أهمية له في حياتنا، بعد أن سقط من أعيننا لحظة ظهوره على حقيقته، فهو بارع في رسم ملامح الطيبة على وجهه، يمد لك يده بلا حاجة، ويتفنن في سرد الحكايات الكاذبة، ويمنح نفسه دور البطولة في المعاناة، ويرشحك لدور الغبي بجدارة، ونكتشف سوء نواياه وانهيار أخلاقياته، هكذا هم البشر، منهم من دخل وخرج من حياتنا كعابر سبيل، ومنهم من عاش لفترة قصيرة ورحل بعد أن ترك بصمته في قلوبنا، وفي النهاية نستفيق على واقعنا؛ لنقف وقفة صدق مع أنفسنا ونراجعها؛ لنتعلم كيف نختار من يرافقنا رحلة العمر، من نعطيهم ويعطوننا، من نتفق أو نختلف معهم، ثم نتسامح، نختار من يفهمنا ويسمعنا بود وحب وبصدر رحب.