منال فدعق - جدة
بدأت و منذ أكثر من أسبوعين حفلات التخرج مقدما لكثير من المدارس التي تحتفل سنويا بتخريج دفعات من طالباتهن بإختلاف مراحلهن الدراسية. و قد احتفلت مدرسة ذائعة الصيت بتخريج طالباتها من المرحلة الابتدائية ، المتوسطة و الثانوية و ذلك في أحد قاعات الزفاف الشهيرة و التي يصل قيمة الكرسي للشخص فيها ما يفوق الخمسمائة ريال. و حضر الحفل حشد كبير من الطالبات والأمهات. و قد تكلفت كل طالبة مبلغ قدره ألفين و خمسمائة ريال للمشاركة في مقابل بطاقة دخولها ووالدتها فقط إضافة الى "روب" التخرج والهدية المقدمة من المدرسة والتي كانت سلسالا و درعاً تذكارياً. و لم يسمح للقريبات من أخوات، خالات ، عمات أو جدات بحضور الحفل نظرا لعدم توفر بطاقات كافية إلا قبل اليوم المحدد بأيام معدودة مقابل دفع خمسمائة ريال لكل مدعوة إضافية٠ و بدأ الحفل من الساعة السادسة مساءا و فُتح "البوفيه" في منتصف الليل تقريبا و انتهى حوالي الساعة الثانية صباحا. فهل هو حفل تخرج أم زفاف؟!
و لما كل ذلك؟! و هل الفائدة من وراءه تساوي أو تفوق الضرر ؟! و إلى متى هذا الهدر في الوقت و المال؟! و على ماذا بذل ذلك الجهد ؟! و ألا يوجد فرق في الفئات العمرية ليكون لها حفلٌ مشترك تتساوى فيه الرؤوس؟! و كم من الأمهات مقتنع بالفكرة و كم منهن مجبر أخاك لا بطر؟! وما شأن من لديها أكثر من بنت ناهيكم عن الأولاد ؟! و إلى متى سيظل استنزاف الأهالي من قبل المدارس الخاصة؟! و إلى متى سنستمر في قبول أمور من أجل نكون " مع الناس لا بأس"؟!
لست أنا البخيلة التي تحسبها بالهللة، ولا التقليدية التي لا تواكب الجديد و لا تطلع على آخر ما توصل إليه المجتمع، ولا المعقدة الرافضة للفرح و السرور. و لكني الحريصة على الجهد و الوقت والمال، المحبة للتطوير، المؤيدة للتغيير و حاملة لواء الفكر الإبداعي للتبديل خصوصاً و أننا نعيش في مرحلة ما بعد النفط و التي نحتاج فيها لبرمجةٍ عقلية فكرية و ذاتية حتى نتمكن من تسليط الضوء على قدرات و مهارات و ثروات نحتاجها نحن و أبنائنا من أجل مواجهة صدمات و عقبات المرحلة الانتقالية.
إن معظم الحاضرات للحفل إن لم يكن جميعهن من طالبات و أمهات قد ذهبوا لمراكز التجميل من أجل التزين و قضين ما لايقل عن أربع ساعات ما بين ذهابِ و إياب و انتظار. و تكلفت كل أم وابنتها ما لايقل عن ألفِ ريال لذلك هذا خلاف غياب الأمهات عن المنزل لمدة تصل إلى عشرِ ساعات و غياب الطالبات عن المدرسة في اليوم التالي نتيجة السهر. و أضف الى ذلك المواصلات و التعب و التجهيز المسبق و غيره. و لكم أن تتخيلوا طالبات الابتدائي في كل هذا السيناريو. و في النهاية، هو حفل تخرج لا أكثر و لا أقل . لا أنُكر أنه فرحة و ذكرى جميلة إلا أن مكانه الأمثل لا يخرج عن إطار الاحتفال الرسمي في نفس المدرسة. و إذا كان ولابد من حفلٍ من أجل إرضاء البنات و إسعادهن فليكن بترتيب آخر و جو مغاير و تكاليف أقل و جهد مشترك أبسط و إبداع مبتكر يتناسب مع أعمارهن و ميولهن ولنخرج عن إطار صالات الزفاف و فساتين السهرة و التكلف و البرستيج و البذخ. وماهذا سوى نقل مبسط للحدث ولم أشمل كثيرا من التفاصيل المتعلقة بهذا الشأن سواءاً في المدارس أو البيوت و التي تتكرر في نهاية كل عام ولم أتطرق للمدارس الحكومية وحفلات تخرج رياض الأطفال و مدارس الأبناء و حفلات المدارس الحكومية و قيسوا على ذلك. و الوضع للأسف في استمرار و ازدياد و إن لم تكن لنا وقفة، فلنتذكر جميعنا على الأقل قول المصطفى عليه السلام : " اخشوشنوا فإن النعمة لا
التخرج يكون للمرحله الثانويةفقط،وباقل تكلفة*