د. سعيد المظلوم -الشارقة
العطر يبقى دائماً في اليد التي تعطي الورد - بيجار.
قبل أيام تلقيت اتصالاً من شخص وبعد العبارات الترحيبية قال لي: أنا إنسان موهوب في مجال تصميم «الشعارات - Logo»، وهي مصدر دخل لي كذلك، ولهذا أردت أن أخرج «زكاة» هذه الموهبة من خلال التطوع لديكم في جمعية الشارقة الخيرية بأن أصمم لكم «شعارات» لحملاتكم الموسمية ودون مقابل.
حقيقة أعجبتني فكرة «زكاة الموهبة»، ما دعاني إلى عمل بحث بسيط في مواقع التواصل الاجتماعي حيث وجدت الكثير من هذه التجارب الجميلة من أشخاص عملوا على «إخراج زكاة» موهبتهم بعدة طرق منهم على سبيل المثال:
عبدالرؤوف ناشر شاب عشق ميكانيكا السيارات، حيث برع في إصلاح سيارته دون الحاجة للذهاب إلى كراجات التصليح، عبدالرؤوف عمل في وقت فراغه على مساعدة من تتعطل بهم سياراتهم على الطرق السريعة من خلال إصلاحها وبدون مقابل، هكذا لوجه الله، اليوم هذا المهندس الشاب يقود فريق سماه «فرسان الطرق» من 400 متطوع يغطون أغلب الطرق السريعة في المملكة العربية السعودية.
نذهب إلى هولندا حيث الشاب مارتن بوستما - المهندس الكهربائي - الذي برع في تصليح الأجهزة المنزلية، حيث خطرت فكرة في عقله عام 2009 بإنشاء تجمع أطلق عليه «Repair Café» بأن يلتقي مع مجموعة من أصدقائه الذي يشاركونه نفس الموهبة ويعملوا على تصليح الأجهزة المنزلية المتعطلة للناس بدل رميها في النفايات وشراء أجهزة جديدة، أما هدفه الأسمى من المشروع كان تعزيز التواصل المجتمعي بين الناس. الفكرة اليوم تطورت ليصل العدد إلى 150 كافيه فقط في هولندا، مع انتشار متسارع في الدول الأوروبية.
قد نتساءل: هل نحتاج إلى «موهبة» لنخرج «زكاتها»؟ الجواب: بالطبع لا! رأيت إنساناً لا يملك من الدنيا إلا سيارة أجرة يسترزق منها، لكن سخرها بأن ينقل ذوي الإحتياجات الخاصة إلى مدارسهم والأسواق بالمجان، هل هناك أجمل من هذا العطاء!
هذه المساحة لا تكفي للكثير من هذه الأمثلة التي مع بساطتها إلا أن أثرها أصبح عظيماً. نحن اليوم بحاجة إلى مثل هؤلاء في جميع جوانب الحياة، نحتاج إلى الخبير في «التخطيط الاستراتيجي» ليذهب إلى المدارس ويوعي هؤلاء الطلبة الصغار بأهمية التخطيط الفردي وأفضل الطرق لوضع الأهداف، فما أروع من عمل تساعد به غيرك بأن يضع أول خطوة له في طريق النجاح. ونحن كذلك بحاجة إلى لاعب الكرة المشهور، لا ليلتقط الصور مع الأيتام، بل ليأتي ويعلمهم كيف أصبح موهوباً.
السؤال الأهم: متى أبدأ ؟
الجواب: اليوم!