طارق مبروك السعيد*- جده
بالأمس كنا صغارت نعيش في كنف الوالدين بكل سعادة وتغمرنا الفرحة ونتلذذ بالحياة ونعيش غير مبالين لمشقتها , لأن هناك من يقوم بتوفير كل متطلبات ولوازم الحياة* ويفرح لفرحنا .. إن مرضنا فهناك عيون ساهرة ترعانا , ولو عصفت بنا رياح الظروف وانكسرنا هناك البلسم الشافي لنا , وان ضاقت بنا لقمة العيش فهناك من يواسينا من عبء معاناتنا , فالحمد الله أننا قد تمتعنا بحنان الأم والأب ..
ويعتبر دور الوالدين مهم لكل صغير وكبير فبموت أحد الوالدين لا سمح الله تنعدم لذة الحياة وتنقلب رأسا على عقب !! فالكبير مهما بلغ من مراحل العمر يحتاج لصدر حنون يواسيه ويقف معه في السراء والضراء .. ويفتقر لمن يتحزم به وقت الشدائد .
أحلامنا تتحقق بوجود الوالدين وهي من أجمل ملذات الحياة ,, فليحمد الله من سعد عند ولادته بأم وأب ينعم بالعيش الرغيد معهم, ومن فقد أحدهم فباب من أبواب الجنة قد قفل , فسبحان الله بدعوة من أحد الوالدين تنفتح أسارير النفس وتدفق أنسام الربيع ..
ننعم بالراحة وتزيد أريحيتنا بل تشرح صدورنا بدعاء الوالدين فهي سبل من زيادة الرزق .
وبعض الناس لم ينعموا بحنان الوالدين حيث ولدوا يتامى لم يجدوا ويسعدوا بحنان الأبوين .. حياتهم لم تكن هنيئة لأنهم لم يجدوا من يوجههم ويشد أزرهم في طفولتهم ويعينهم على مواجهة وتحمل مشقات ومرارة الحياة*.
فلنحرص ونغتنم وجود الوالدين ببرهم والدعاء لهم والعمل على راحتهم قبل وبعد مماتهم ... وبر الوالدين من أحب العبادات والأعمال إلى الله تعالى بعد الصلاة، وقدمه النبي على الجهاد في سبيل الله، وفى الحديث أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: الصلاة على وقتها. قال: ثم أي ؟ قال: ثم بر الوالدين. قال: ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله ..
فالواجب علينا الدعاء لهما أحياءً وأمواتاً، قال تعالى: (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) ومن أدعية القرآن الكريم قوله تعالى:* رب اغفر لى ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات .. *
اللهم إني أسألك أن ترزق والدي وجميع الوالدين أحياء وأموات حسن الخاتمة والختام , ولمن مات منهم أن يكون دارهم جنة الفردوس الأعلى وأن تجعل قبورهم منزلا من منازل الجنة , و ترزقهم شفاعة سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .