• ×

قائمة

Rss قاريء

أنثى تحملُ نعشا!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
موده المحمدي - مكة المكرمة

image

هاهي الأرض تنتقص أخيّرها وتدعنا في محورِ الضياع!
إلى متى ستظلّ أعيننا تودّع ولا حيلة لها في أن تطيل الزمن؟ سنظلّ نودِّع حتّى نُودَع ونصير إلى ما صاروا إليه!!
رحمك الله أيها القارئ العظيم "مُحمد أيّوب"أرجفتَ الكهول في حملك إلى البقيع أبكيت من أسفلِ نعشك أعيناً لطالما اعتادتْ على رؤيتك أيها المرتّل الراحل، شهدتِ المدينةُ النبويّة نبياً محمدياً صادقا خاطبه الإله بـ قوله ((إِنّكَ مَيِّتٌ وَإِنّهُمْ مَيّتِون)) إن كان قد كُتب الحيْن على أطهر من سكن أرضك إذن فهو لمن بعده من أحفاده مكتوب!
ذاك النعشُ المتنقلّ على أكتافهم حاملاً جسدك ألمْ يكن لي نصيباً بأن أكون أسفله فتحلّ عليّ من بركتك قبل أن تغدو بلا عودة؟
ألمْ يكن لي نصيباً بأن أراك يوماً؟ كنتُ أحسدُ الطلاّب حينما يلتفون حولك فيتّعلمون منك حُسن تلاوتك ..
شيخي .. كنتُ أحسدهم ولا زلتُ اليوم أحسدهم على حملهم نعشك دوني! مذْ بلغتُ الخامسة وبدأتُ أردّدُ آياتِ ربي خلف صوتك عن طريق المُسجّل أخبرتُ نفسي حينها بأنّي سأزورُ المدينة حتّى أقبّل جبينك قبل أن أبلغ حلمي فيحرم عليّ تقبيل جبينك!، ذاك كان وعدي الصّغير الذي لمْ يُحقّق ولم أأسفْ على أيّ وعدٍ دونه!
طيلةَ أعوامي بين صفحاتِ القرآن وترتيلِ آياته كنتُ أتبعك حرفاً حرفا وحركةٍ بحركة، كنتَ لي المعلّم الذي لم تصغ آذاني لغيرِ تلاوته، واليوم أُبشّرُ بعودتك إلى ديارك شيخي! مهلاً فما استكفتْ أذناي من خشوعك وما استزاد صدري من تلاوتك إلا ازددتُ إيمانا!
وداعاً شيخي أُودّعك بكلماتي ودعائي ووداعي هذا تقصيرٌ في حقّك ولكنّه وداع فتاة، أنا لم أستطع أن أرتّل أمامك القرآن ولكنّي خلف صوتك حفظته كاملا!
أنا لم أستطع حمل نعشك لأنّي فتاة!
ولكنّه في كل خطوةٍ ترافع على كهولهم كان يحمله قلبي معهم، لمْ أشعر بثقلِ جسدك شيخي كانت تشاركنا الملائكة في زّفك إلى الجنان!
كنتُ أطمئنّ عليك في كلّ تلاوةٍ لك أسأل عن مكان عيشك ومُقامك حتّى إذا ما تأكدتُ بأنك باقياً على هذه الأرض اطمئن قلبي وإن لمْ يلحظ ذلك أحد!
من اليوم سأطمئنّ كثيراً أنت لست فقط في حفظ الله إنك بقربه بقربه كثيراً، ربّاه اجبر بقلبي واكسف من دموعٍ أوجعتني وأجزه عنّي وعن كلّ أهل القرآن خيرا
تفاقم الحزنُ ولا تزالُ أحداقي تدمع أيّها المفتي ألا يحقّ لأنثى أن تحملّ نعشا؟؟

بواسطة : مودة محمد - مكة المكرمة
 0  0  1.4K

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات