بقلمي / سماء الشريف
ديننا الإسلامي دين الرفق لجميع الكائنات لم يجعل الرحمة للبشر فقط ولكنها لكل ماسخره الله في هذه الدنيا وعلى الإنسان العمل والتنفيذ بوعي وبصيرة ليستحق الخلافة في الأرض ..
والتعايش هو إيجاد نوع من الألفة والمودة بين الناس ويكون التعايش مع الحيوان في الرحمة به وعدم إيذائه ،
وكلنا نرى الكثير من الحيوانات تعيش معنا .. في الشارع والبيت والمزارع والحظائر وغيرها وتختلف صور اقتنائها ودرجة الاهتمام بها ورعايتها من فرد لآخر حسب درجة حاجته للحيوان واستخدامه في أعماله المختلفة ،
هناك البعض ممن لا يتعامل معها ولايحتاج إليها ، وهناك من يقتنيها كهواية حباً وإعجاباً بها ، وتتعدد الصور في درجة الاهتمام بالحيوانات حسب أنواعها أو رفضها دون سبب ..
كُلُّ ذلك لاخلاف حوله ، ولكن المشكلة الحقيقية تتركز في أنواع التعذيب التي تصيبهم نتيجة عدم الوعي لأهمية التعايش مع هذه الحيوانات المُسَخرة لنا ..
هناك من يرمي القطط في الشارع لتأكل من النفايات وهناك أطفال يلعبون بها ويكسرون أطرافها وهناك من يمارس لعبة الكرة عليها وهي من الضعف لاحول لها ولاقوة تنتهي ببتر أطرافها أو انتزاع أحشائها أو رميها على الطرقات لتنتهي دهساً أو تتبعثر أشلاءاً في طريق المارة ..!
وهناك من يقتني الكلاب لغير الحراسة كنوعٍ من المباهاة والتقليد حتى إذا انتهى شغفه بها رماها دون رحمة في الشارع أو تعامل معها بوحشية وأحكم السلاسل في أعناقها لتمتليء جروحاً من شدة الحر وقوة القيد ، حبُ امتلاكٍ وتقليدٍ لامعنى له سوى فقد الإحساس بهذا الكائن الضعيف ..!
حملة "تعايش معي " فكرة أسستها السيدة مياسر بندقجي مع مجموعة تؤمن بأهمية التعايش مع الحيوان وضرورة الرحمة به ورعايته وترفض التعامل السيء معه أوتعذيبه بأي صورة كانت .. كما ترفض استغلاله لأغراض البيع والشراء ، فكان ذلك الهدف الرئيس الذي سعت من خلاله لتوعية المجتمع لدوره في رعاية الحيوان والرحمة به ونشر ثقافة التعايش معه ..
في مجتمعنا هناك حيوانات متسربة تملأ الأحياء تأكل البقايا وتتلف الحاويات تتأذى وتنشر الأمراض ، مُهملة دون مأوى ودون طعام أو ماء ، تتبدل الفصول وقد تموت وتتعفن وقد تصاب بإعاقات ونحن في غفلة عن واجبنا وخطورة تركها ، وكأن الحياة مقتصرة على البشر متناسين أبسط الأمور تجاههم ..،
هناك جهود فردية بسيطة ، والمجتمع يحتاج الكثير من الوعي ، ويحتاج آلية منظمة في كيفية معاملة الحيوان الضعيف و ورعايته وحمايته وعدم القسوة عليه ، لابد أن نمنع عنه الألم وحوادث السيارات والأكل من النفايات ، من خلال العمل بمبدأ الرحمة وتوفير الرعاية والمكان المناسب والعلاج ، وعندها نتمكن من توفير بيئة صحية وتحقيق مبدأ إسلامي عظيم تجاه الحيوانات .. ،
اتفقت آراء المجموعة على أهمية دور الأسرة والمدرسة والمرافق العامة ومواقع التواصل في تثقيف المجتمع حتى لانرى من يحرق ثعلباً حياً ولانرى من يطارد عصفوراً ليقتله أو يكسر أطرافه حين مطاردته .. والكثير من تلك المشاهد ..
لابد أن يتعلم الأطفال الرحمة بالحيوان وإيجاد اهتمامات جميلة من خلال تدريبهم على رعايتها والتعايش معها بشكل صحيح وننمي إحساس الرحمة بدلاً من العنف والقسوة ..،
التقت المجموعة لهدف إنشاء حملة " تعايش معي " ليكونوا أفراداً فاعلين ، يعملون على تحقيق مبدأ الرحمة تجاه الحيوان ، انطلاقاً من تحديد رؤية ورسالة واضحة ومحددة ، ثم الانتقال لدعوة المجتمع من خلال قنوات متعددة ، للوصول إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع ، ثم الانتقال إلى الإعلام المرئي مبتدئين من قناة الديوان للوصول الى عدد اكبر من أفراد المجتمع وستكون الخطوة القادمة من خلال بازار " اللمسة الذهبية " المقام في فندق الشيراتون من ٢٢-٢٤ شعبان الموافق ٢٩-٣١ مايو 2016 .
وسيتم الرفع لأمير المنطقة مستشار خادم الحرمين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بطلب تأسيس جمعية " تعايش معي " بعد أن نشر أهداف الحملة ، حين يصبح الناس أكثر وعياً مدركين لأهمية التعايش مع الحيوان دون إيذاء لأن الرحمة دائماً ضد العنف .. وسنجد منه كل الدعم كعادته حفظه الله ...
فُضلة المداد :
# تعايش_معي مبدأ يحقق الرحمة ضد العنف .. .