بقلم - سماء الشريف - جدة
جدة عروس البحر الأحمر ثاني أكبر مدننا السعودية وبوابة مكة المكرمة والميناء الاقتصادي الضخم . المدينة السياحية التي تغنى الكثير من الشعراء بحبها الذي لامس قلوبهم كما أحبها أهلها وكل من سكن فيها أو قام بزيارتها ، تشهد حركة مستمرة لاتتوقف .. قيل عنها : المدينة التي لاتنام ووصفها بعضهم ب "جدة غير" .. وكانت فعلاً غير في عين كل من أحبها وعشقها بكل تفاصيلها .. .
أعود بالذاكرة إلى الوراء عندما سافرت إلى النمسا قبل سبعة عشر عاما التقيت بسيدة من احدى دول الخليج تحدثنا معاً وعرفت أنني سعودية من جدة لتبادرني مبتسمة :
" ياحظكم " باريس العرب .." وأكملت تتحدث عن ذكريات زيارتها ومشاهداتها لجدة وبحرها .. شعرت بشيء من التباهي بمدينتي ولم أسألها عن السبب .. مقتنعة أن مدينتي تستحق أن تكون بجمال المدن الأوروبية وتترك أثرا مميزا في قلوب الزائرين فعلا " كنا كذا "
تذكرت أمطار جدة قبل سنوات وماحدث فيها بسبب سوء الخدمات .. حين رأينا جدة العروس لأول مرة عارية أمام الملأ بصورة تخدش جمالها الذي نعرف ..
ولعل ذلك ذكرني أيضا ببحيرة مياه الصرف الصحي التي كادت أن تكون مشكلة كبيرة لولا رحمة الله ..
جاءت كارثة تلك السيول مع الكثير من المشكلات التي لازالت قائمة في جوانب متعددة رغم المليارات التي تنفق على مشاريع لم تحقق المأمول بصورة صحيحة ..
فنحن لازلنا حتى اليوم نخشى المطر الذي ينبت الأرض ويسقي الزرع ..!
وخلال أشهر قريبة وحتى هذه الأيام بدأت أمانة جدة في متابعة ميدانية دقيقة للمطاعم لتظهر على السطح مشكلة جديدة لاتقل خطورة عماسبقها تتصل بالصحة العامة : سوء تخزين وانتهاء صلاحية وحشرات وعمالة بدون شهادات صحية ومخالفات لم تكن متوقعة تتسبب بإغلاق المحلات والتشهير بها ..
خطر كامن في مطابخ المطاعم والمحلات يهدد جدة أهلها وزوارها ..!
لم يتوقف الأمر عند هذا بل استمر مسلسل الفساد ليظهر في جانب آخر أدى إلى تقوم وزارة الصحة بإغلاق مستشفى خاص بدأ بشكوى الأطباء لعدم صرف مستحقاتهم وانتهى بعدالمعاينة بضبط الكثير من المخالفات التي تهدد صحة المرضى ..!
من المتسبب في هذا الانفلات ؟..
المسألة لاتتصل بعدد محدود من الأخطاء في أماكن قليلة ..
أين الرقابة قبل أن يصل الإهمال بحياة الناس إلى هذه الدرجة ؟!..
قيل قديماً : " من أمن العقوبة أساء الأدب "
لتصبح حياة البشر تجارة بيد فئة من التجار لاتعنيهم سوى أرباحهم يتاجرون بأرواحنا .. يفتقدون للضمير الحي ومراقبة الله .. !
وأخيراً نقول : هل هناك ماهو أكثر لينكشف في الأيام القادمة ؟! ..
هل ستعود جدة العروس .. أو " باريس العرب " أم نرقب الغد خوفاً من شيء آخر ..؟!
لك الله ياجدة .. وحماكم الله أهل جدة من كل سوء ... وحمى سائر بلادنا وأهلها ...