• ×

قائمة

Rss قاريء

المطوِّعة .. والمعسل ..!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

سماء سرور الشريف

image

انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة التدخين وشرب المعسل " الأرجيلة " لتشمل بعض الفتيات والنساء بوجه عام دون أعمارٍ محددة وقبل أن استرسل في سطوري أؤكد أني أرى هذا الأمر من باب الحرية الشخصية اجتماعياً ولن أتطرق للناحية الصحية ورأي الطب فيها كما أني لن أناقش حكمها في الدين ولا أحب الدخول في جدلية الاختلافات أو الأحكام المطلقة ودلالاتها ولكن فعلاً أعتقد أنها أمراً خاصاً ومن باب الحرية الشخصية التي لايحق لأحد أن يمنعها أو يسخر من أصحابها ، ليس دفاعاً ولكن حين نناقش ظاهرة اجتماعية علينا أن ُنحيّد فكرنا قبولاً أو رفضاً وللقاريء أن يتفق أو يرفض ولكل شخص رأيه وحريته ونحن من يتحمل مسئولية أنفسنا وأفعالنا وليس غيرنا .. .
الإنسان وحده يملك حريته الخاصة وليس لأحدٍ عليه ، بل ويتحمل تبعية أفعاله ونتائجها وعلى الآخرين احترام ذلك وعدم التدخل من باب الفضول أو " اللقافة " فمن انشغل بنفسه وعيوبها خَيْرٌ له من الانشغال بأمر غيره الذي لايعنيه من قريبٍ أو بعيد وهذا شيء نفتقده كثيراً في مجتمعنا العربي الذي يجد في حياة غيره حكاية يوميه للثرثرة ونقل الأخبار والنقد والتشهير أحياناً من خلال تتبع خصوصيات البعض ونقل أخبارهم مع الزيادة والإضافات التي تنقل رأيه ووجهة نظره لغيره ويضمن نشرها ليتناقلها الآخرون .. وهكذا تتوالى الحكايات والأفكار والكثير من القصص المُخْتَلِفةِ ، يختلط فيها العيب بالحرام دون سند صحيح صريح إلا أنهم قالوا ويقولون ، حلقة مفرغة مليئة بأفكار وحكايات لامعنى لها ولاينبغي أن تكون من اهتماماتنا لكن أصحابها لايعرفون التعب يعملون على خلق القالب المناسب والطرق المختلفة لتكون قصصهم وأفكارهم حديث المجتمع ولعلهم يضيفون الأحكام الدينية بصورة عشوائية " إن غلب حمارهم " .. ليكونوا أكثر إقناعاً فيما ينشرون .. .
التدخين أو المعسل " الأرجيلة " والشيشة أياً كان الاسم اختلف الناس حوله بعضهم يراه أمراً طبيعياً بعيداً عن الحرام ولولا ذاك لما وجدناه في بعض الأماكن التي تقدمه للزبائن في بلادنا وهناك من يراه للرجال فقط ولا أعرف السبب فإن كان غير محرمٍ شرعاً ما الذي يجعله خاصاً بالرجال والجواب الوحيد الذي أعتقد هو العُرف المجتمعي عند بعضهم والذي يُغلِّب ثقافة العيب والعادات ليجعلها هي المتحكم الوحيد في سلوكيات الأفراد وليس غيرها .. ورأيي ورأي الكثيرين أنه خطأ ولايحق لأحد أن يهاجم النساء لأمر لم يرد النص الصريح بتحريمه أو قصره على جنس الرجال وحدهم .. .
ثقافة العيب ولّدت نوعاً من الفصام في داخلنا وأوجدت الكثير من السلوكيات التي نخفيها خوفاً من المجتمع ورأي الناس ، والسبب الرئيس والوحيد فيها " يحق للذكر مالايحق للأنثى " وما أنزل الله بذلك من سلطان .. !
ليس كشف المرأة لوجهها يعني أنها حقٌ مباحٌ لملاحقة الفضوليين وعبثهم كما أن نقابها لايُطهر عين صاحب الشهوة المريض .. ومن تخرج مع السائق كمن تتواجد في مكان وظيفتها حيث الرجال .. امرأة لديها سائق لكنها لاتذهب إلى أهلها معه والسبب حكم المجتمع المفروض عليها بفعل مقصود في وقت سابق وينشأ الأبناء في وسط هذا الخلل لتتراكم تلك التناقضات في أذهانهم ويتوارثونها ، متناسين أن " مكان التقوى القلوب " وليست الأفكار المجتمعية المغلوطة التي تتكون كمايريد بعضهم أن يجعلها خاضعة لأهواء وآراء شخصية فإن وجدت رفضاً أو نقاشاً ألبسوها كلمة عيب وليس من عاداتنا ، حتى صار العيب حراماً ..!

فُضْلَةُ المداد :
امرأة منقبة ولا تترك صلاتها أطلقوا عليها " المطوِّعة " !! تجيد الاستشهاد بالحديث ولكنها لاتصون لسانها عن الغيبة والمزاح المحرم ..!! ولاتستغني عن المعسل فهل ذلك عيبٌ أم حرام ..
" الحلال بيّن والحرام بيّن .... " ليتنا نعرف الفرق بين العادات والدين لنكن بخير حتى لانكون كالطبل الأجوف ونتوارث الجهل والحمق .

بقلمي / سماء سرور الشريف

بواسطة : سماء سرور الشريف -جده
 0  0  1.5K

التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات