• ×

قائمة

Rss قاريء

يكتب رسالة !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

أروى الزهراني ' جدة
image

حاجتنا لرؤية (يكتب رسالة) من نافذة أحدهم الافتراضية فاقت الحاجة لأشياء أخرى أهمّ وَ أوجب وأكثر واقعية .
قبل أن أعيب على الآخرين هذا ' أعيب على نفسي ، وَكيف أنّ الشغف نحو كل ماهو افتراضي بات يتشعّب فيّ حدّ أن بهتت الرغبة في التداول مع كل ماهو خارجاً من أشخاص وتفاعلات وعلاقات!
أعيبُ على نفسي كونَ سماحي لشيء مشبوه افتراضيّ بحت وَمشوّش الرؤية باختراق عواطفي والعبث بأمزجتي '
وَ كيف جعلت لها القُدرة وَ السُلطة لتتحوّل لشيءٍ رغم أنّها لا شيء أحياناً ؟
ليست بالضرورة أن أكون ضحية لشيءٍ ما حدث هنا لأشعر بهذا وأتحدث عنه ؛
لكنّها الدهشة مُسبقاً وَ الذّعر من الحالْ فرضَ عليّ هذا،
إنّها لفاجعة تدعو للسخرية بحق
أن تُمسي الأسماء المُستعارة ؛
حياة وَشعور وَ لها فينا أمكنة وَطقوس، رغم كونها مُحسنة أحياناً ، إلاً أنّها تقضم من عواطفنا قضمة كُبرى لانعود بعدها وبعدهم مثلما كُنّا ..
هذه الأسماء التي لا نعرف عنها سوى أنّ النصوص التي تأتي منهم تروق لنا ' وَالتفاعلات التي يمارسونها في نوافذنا تُبهجنا،
كيف أنّ لها القدرة على إخراج الكامن فينا وإندلاع الجُزء الذي لا يعرفه أحد منّا؟
وَ كيف أن أمزجتنا تسوء تماماً أو تُحلّق تِباعاً لهم،
كيف أنّ لهم كل القدرة في اضطراباتنا وَتحوّلنا للرمادية أحياناً .. نتشوّه تماماً إثَر عارض شبكة ،تتصلّب فينا الحياة إثر نقرة حذف مفاجئة 'وَلا تعود الرؤية لأي شيء مُشرقه ؛
لحين ( يكتب رسالة) ..
تُزهر الحياة في أعيننا. نتشدّق بالتفاعلات المُشرقة!
وَنعود لنُسلمهم زِمام أمورنا كلها - شعور وَ مزاج وَ طقس!
إنّني وَبعد تأمّلٍ عميق وجدت أنّ لا حياة هنا ؛
أقصد في هذا المكان الافتراضي '
وإن شعورنا لوهلة حقاً بالحياة والسكينة والتناسُخ ،
وأنّ هذا التوصّل من تجاهي ،لم يحدث كله إثر اضطراب تجاه أحدهم وَخيبة وحنق 'وإنما أضيف عليه مُحصّلتي من التأمل الطويل والتجارب وإن كانت جيدة معظمها،
محصّلة اقتناع من خلال بضعة صفعات وشظايا من خلال مراقبة طويلة وتعمق ..
إنّها الحقيقة المُرّة التي توصلت لها متأخرة وإن كان الندم هُنا ليسَ مُجدٍ ولا نفع منه وإن كان العَطب فينا لن تُصلحه أي تعويضات والعواطف التي صرفناها لن تُعيدها أيّ محاولات '
لكنّها القناعة بأنّ لا حياة هُنا وَلا حقائقَ بحتة ؛
حسبها أن تمدّنا تجاه هُنا بالحذر دائماً ،
حسبها أن ننظر تجاه كل مايقبع هُنا ،
نظرة لا تتعدى التأمّل وَ تعامل لا يخرج عن الإحسانِ.

ومضة :

بإمكانها هذه الأمكنة أن تجعلك مُزهِراً 'ولكن لا تُعطها المفتاح لتجعلك النقيض '
كُن مُحسناً 'إن جاءك الخيرْ امتنّ ولا تدع للسوء والأذى نافذة تُطل عليك ..

ولتكن " يكتب رسالة " بهجة وليست ضرورة ولتكن هذه النافذة الافتراضية مُتنفّس وليست إكسير حياة

رافقتك السّلامة .

بواسطة : أروى الزهراني ' جدة
 1  0  1.2K

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    4 أبريل 2016 10:02 صباحًا رهام المدخلي :
    الله يا أروى تتفردين دائماً بمواضيعك الواقعية بطرحك وحكمتك تمسكين العصا من المنتصف ما بين عقل وقلب تخاطبين قلوبنا لعلها تستفيق من غيبوبتها الوهمية تقتنصين أبلغ الكلمات وأهم النقاط تتناولين الموضوع بحنكة ودهاء أنتي يا أروى جمال سيُخلد في جبين التاريخ يوماً أعدكِ بذلك

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات