• ×

قائمة

Rss قاريء

اللحظة الحقيقة ولحظة الاحتياج

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

غدير مصلي - أخصائية اجتماعية ومدربة في التنمية البشرية - جده

كم من القرارت إتخذها أناس مقربين منا ونحن ننظرإليهم بأفواه يعوم بداخلها العجب والإستنكار ..
كم من قرارات إتخذناها نحن ثم سألنا أنفسنا في ذهول كيف فعلنا هذا ؟؟
وماذا كنا نعتقد في تلك اللحظات رغم ما بدت روعة اللحظات في إكتمالها وحسن إختيارنا ..كيف بدت تلك اللحظة حقيقة في كل شيء لأنها وفرت كل ما نحتاج حينذاك .أما اليوم نضرب الكف بالكف ،كيف كانت نفوسنا موهومة تحت رحمة إكمال ما ينقصنا ؟
حقيقة نحن لا نميز أنفسنا تحت تأثير الإحتياج أياً كان نوعه سواء إحتياجنا للأمان أو الصدق .. السلطة أو الحب ..الإرتباط أو الكمال إلي أخره ..فكم محطة يحتاجها الإنسان في حياته ؟
فإذا وجدنا المحطة وقد تتمثل في قرار في منصب أو دراسة ..في شخص أو إرتباط ..في علاقات إجتماعية أو صداقات أسرعنا إليها مغمضين العيينين مغممين العقل بإرادتنا لإننا محتاجين .....

لا تقترني برجل تقدم لخطبتك لمجرد الزواج فقد تكوني معززة تحت جناح والد حنون عن زوج لاتكتشفي قساوته إلا بمعاشرته لمجرد الإختيار تحت وطأة الإحتياج ..لا تقبل منصبا أعلى لشهوة السلطة قد تكون اليوم رجلا أسعد مما قد تكونه تحت وطأة الإلتزامات الأكبر ..لا تصادق أحدا لسد فراغ الوحدة فقد تكون مباركا أن كنت بعيد عن أصحاب الطاقات السلبية وسارقي الطاقة ممن يبرع في كتابة السيناريوهات السوداوية ..
إختر وأنت تعلم جيدا ما تحتاجه تحت عين العقل والقلب معا تلك هي اللحظة الحقيقة ..واختر وأنت متوزان النفس مقتنع بكل ما تملك حاسبا حساب إن كان هذا الناقص من اساسيات حياتك أو كماليات..
هذه أيضا لحظات حقيقية ؟
الإحتياج شهوة ..شهوة تمسك بزمام الإنسان من ناصيته.. تؤثر على تصرفاته وإصدار أحكامه.. فإما أن تحكمك اللحظه أو تحكمها فتصبح الإنسان الذي يسود العالم بجدارة عندما استطاع أن يحكم نفسه قبل من حوله وهذا الأصعب ..
لا أريد أن أكون كمن يفجر مسألة حساسة ويترك القارىء عالق في سؤال ماذا أفعل ؟؟
فكم من المرات سقطت أسيرة في بئر الحيرة فقررت إذا ما لامس قلمي جرحا إلا أن أضمده .
أولا : يجب أن تعترف باحتياجاتك فهي مختلفة باختلاف أعمارنا وظروفنا والأحداث .. فلكل شخص ووقت أحتياجه .
ثانيا : كن صريحا مع نفسك وأسالها ماذا ينقصك ؟؟ فأنت ونفسك شخص واحد لن يتهكم على احساسك ولن يستنكر ما ينقصك ولن يصدر الأحكام عليك .. ولن يقصيك من مجتمعه.
ثالثا : بمجرد معرفة احتياجاتك أبعد عن كل ما يضغط على زناده فالمؤمن كيس فطن كما قال النبي صلي الله عليه وسلم كيف لا وقد علم ما يحتاجه ؟؟
رابعا : إذا ما غلبتك تلك اللحظات إحذر من إتخاذ القرارات.. ففي لحظة جميلة قد ترى الصورة كاملة كالغدير العذب يجري.. وما أن تقترب منه إلا وقد وجدته السراب بأم عينه.. وبالتالي لا تأخذ قرارا وانت في لحظات الغضب او الحزن .
أخيرا أذا ما سقطت في بئر القرار الخاطيء وهاجمتك لحظة الإحتياج لا تبقي مكتوف الأيدي بل أدرس وضعك الحالي وكم الأطراف قد تأثر من قرارك وأعد التفكير بإدارة العقل حتي لو تكبدت بعض الخسائر فالخسارة الحالية مكسب عن خسارات فادحة قادمة وقد تجعل حياتك جحيما ..

بواسطة : غدير مصلي - أخصائية اجتماعية ومدربة في التنمية البشرية - جده
 1  0  1.7K

التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    31 مارس 2016 01:08 مساءً Zahra Elsafi :
    استاذتي العزيزة. المقالة رائعة , كم نحتاج في ايامنا هذه من يكتب بهذا العمق ويتبحر في اغوار النفس البشرية ليتابع هناتها واناتها ويضبط زلاتها في لحظات الضعف التي تنبني علي الاحتياج كما تفضلتي. اشكر لك المقال واشكر لك سعة الصدر علي تلقي التعليق . واستاذنك في ان اقوم بالاغاره علي صفحتك الشخصية من وقت لاخر لاتصيد ما ينفعنا الله به مما افاء عليك به من دقة الملاحظة وسلامة المنطق وحسن التحليل

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات