الأستاذة عواطف الغامدي - جده
عندما دخلت غرفة ابنتي ...رأيت كتبها التي كانت تهتم بها وبجمعها وقراءتها كثيرا لتصبح جزء لا يتجزأ من يومها فهي مغرمة كثيرا بالكتب واقتناءها ..عندمادخلت غرفة ابنتي رأيت مكتبها الذي امتلأ بصور العائله فقد كانت تحب الصور وتهتم بجمعها والاحتفاظ بها فهي تشكل جزء كبير من ذكريات طفولتها وشبابها ...عندما دخلت غرفة ابنتي رأيت أدوات التجميل التي كانت تستخدمها وهي ليست بالكثيره مقارنة ببنات جيلها فهي تحب البقاء على طبيعتها دائما وترى ان هذه المساحيق خداع للنفس قبل كل شيء...عندمادخلت غرفة ابنتي فتحت خزانتها رأيت ملابسها التي كان يغلب عليها طابع البساطة والرقي في آن واحد فقد كانت تعرف كيف تلبس وماذا تلبس ...عندما دخلت غرفة ابنتي فتحت أدراجها ووجدت فيها الكثير من الأشياء التي تعبر عن شخصيتها واهتماماتها العديدة فقد كانت لها فلسفتها الخاصة بها والتي تميزها كثيرا ... عندما دخلت غرفة ابنتي رأيت سريرها ولحافها وشممت رائحتها التي كانت تعطر المكان كله....عندما دخلت غرفة ابنتي رأيت لوحاتها المعلقة بطريقة معبره عن كينونتها وذوقها..وفي لحظة ما انتابني الفضول أن أفتح واحد من أدراجها لانني لم أتعود أن أقتحم عالمها الخاص من قبل ..ولكن شدة فضولي وشوقي أن ألتمس أي شيء معنوي لأحس بوجودها وأنها مازالت موجودة دفعني أن أفتح واحد من دفاترها لأجد فيه بعض من مدوناتها اليومية التي كانت تكتبها دائما...كم أنت راقية يابنتي حتى بينك وبين نفسك ...كم أنت حساسة ورقيقة المشاعر حتى وأنت تكتبين يومياتك ..كم أنت صافية ونقية عندما تلتمسين العذر لمن هم حولك حتى ممن تسبب في مضايقتك ....لملمت أوراق دفاترها وأقفلت الدرج وكأنني أجدها أمامي ....فأنا أحترم وجودها وعدم وجودها ...كل ركن من غرفتها أجدها أمامي فيه ...أسمع صوتها يشق مسامعي ...لقد كانت كل شيء ..والآن أنا لا شيء ...من الطبيعي أن الام هي من تعلم ابنتها ..ولكن أنا ابنتي هي من علمتني ...عندما أتحسس وجه أبيها ووجوه إخوتها أجدها موجوده في أعينهم ونظراتهم وكلماتهم فتزداد الغصة داخلي ولا ترحم ألمي المكنون ...خرجت من الغرفة وأنا بالكاد أجر قدماي جرا .. لأتوجه إلى المكان الذي اعتادت أن تظل فيه دائما حيث التحدث مع الله ومناجاته ...كأنني أراها أمامي وهي توجه أنظارها إلى السماء تناجي خالقها وتدعوه بما تحب ...لم أتمالك نفسي فقد أصبحت أشعر بشيء مؤلم يزعج قلبي ... نعم كم هو مؤلم جدا حين تقطع قطعة من قلبك وانت في كامل ارادتك وأنت تعلم أنها ستؤلمك ..إن أسوأ الألم هو الألم الذي لاخيار ولا بد منه شئت أم أبيت لا مفر منه ...لقد ارتكبت خطأ في حق نفسي حين تناسيت مشاعري ...ففي خضم الأعمال الكثيره والإهتمام بإنجاز هذه الأعمال ننسى مشاعرنا التي في داخلنا تجاه من نحبهم ...ولا نحس بهذه المشاعر ومايتبعها من ألم ومعاناه إلا عندما يتم الإنتهاء من الأعمال التي شغلتنا عن هذه المشاعر فيصبح الألم مضاعف والمعاناة شديدة لأننا لم نعير هذه المشاعر إهتمام عندما كان وقت الإهتمام بها ...وحينها يصبح الألم أكبر وأعمق ...لأن كل شي يعوض إلا إهمال المشاعر وكبتها وعدم التفريغ عنها في وقتها..فإن لم تفعل ذلك فإنك حينها تصاب بحالة من الخواء والضياع الذي لا تعرف له سبب معين ..ولكنه مزعج ومؤلم وقاسي ....في هذه اللحظات أحسست أني قد فقدت عقلي ..إذ كيف بشخص كامل العقل والأهلية أن يوافق على أن يكابد هذه الآلام وهو راضي عنها وفي كامل إرادته ...كيف لشخص كامل الأهلية والعقل أن يسمح لنفسه أن يكون لا شيء...أن يكون خاويا ً..ضائعاً..حزيناً ..نعم لقد فقدت عقلي حين سمحت بأن تغيب عن ناظري وأن لا أسمع صوتها وأن لا أحس بوجودها وأن لا أحتضنها وأشاركها الأفراح والأحزان والأفكار والمشاعر ..كم اختلفنا كثيرا في وجهات النظر وكم تفهمنا بعضنا البعض وكم تلمسنا الأعذار لبعضنا البعض وكم وكم وكم .....لقد أصبحنا جسدين بروح واحدة ...كم أحبك يابنتي وكم أفتقدك كثيرا وكم أنا فخورة بك وكم أغبط نفسي لأنك قطعة مني وتنتمين إلي ...هذا هو عزائي أنك مني ..أحبك
عندما دخلت غرفة ابنتي ...رأيت كتبها التي كانت تهتم بها وبجمعها وقراءتها كثيرا لتصبح جزء لا يتجزأ من يومها فهي مغرمة كثيرا بالكتب واقتناءها ..عندمادخلت غرفة ابنتي رأيت مكتبها الذي امتلأ بصور العائله فقد كانت تحب الصور وتهتم بجمعها والاحتفاظ بها فهي تشكل جزء كبير من ذكريات طفولتها وشبابها ...عندما دخلت غرفة ابنتي رأيت أدوات التجميل التي كانت تستخدمها وهي ليست بالكثيره مقارنة ببنات جيلها فهي تحب البقاء على طبيعتها دائما وترى ان هذه المساحيق خداع للنفس قبل كل شيء...عندمادخلت غرفة ابنتي فتحت خزانتها رأيت ملابسها التي كان يغلب عليها طابع البساطة والرقي في آن واحد فقد كانت تعرف كيف تلبس وماذا تلبس ...عندما دخلت غرفة ابنتي فتحت أدراجها ووجدت فيها الكثير من الأشياء التي تعبر عن شخصيتها واهتماماتها العديدة فقد كانت لها فلسفتها الخاصة بها والتي تميزها كثيرا ... عندما دخلت غرفة ابنتي رأيت سريرها ولحافها وشممت رائحتها التي كانت تعطر المكان كله....عندما دخلت غرفة ابنتي رأيت لوحاتها المعلقة بطريقة معبره عن كينونتها وذوقها..وفي لحظة ما انتابني الفضول أن أفتح واحد من أدراجها لانني لم أتعود أن أقتحم عالمها الخاص من قبل ..ولكن شدة فضولي وشوقي أن ألتمس أي شيء معنوي لأحس بوجودها وأنها مازالت موجودة دفعني أن أفتح واحد من دفاترها لأجد فيه بعض من مدوناتها اليومية التي كانت تكتبها دائما...كم أنت راقية يابنتي حتى بينك وبين نفسك ...كم أنت حساسة ورقيقة المشاعر حتى وأنت تكتبين يومياتك ..كم أنت صافية ونقية عندما تلتمسين العذر لمن هم حولك حتى ممن تسبب في مضايقتك ....لملمت أوراق دفاترها وأقفلت الدرج وكأنني أجدها أمامي ....فأنا أحترم وجودها وعدم وجودها ...كل ركن من غرفتها أجدها أمامي فيه ...أسمع صوتها يشق مسامعي ...لقد كانت كل شيء ..والآن أنا لا شيء ...من الطبيعي أن الام هي من تعلم ابنتها ..ولكن أنا ابنتي هي من علمتني ...عندما أتحسس وجه أبيها ووجوه إخوتها أجدها موجوده في أعينهم ونظراتهم وكلماتهم فتزداد الغصة داخلي ولا ترحم ألمي المكنون ...خرجت من الغرفة وأنا بالكاد أجر قدماي جرا .. لأتوجه إلى المكان الذي اعتادت أن تظل فيه دائما حيث التحدث مع الله ومناجاته ...كأنني أراها أمامي وهي توجه أنظارها إلى السماء تناجي خالقها وتدعوه بما تحب ...لم أتمالك نفسي فقد أصبحت أشعر بشيء مؤلم يزعج قلبي ... نعم كم هو مؤلم جدا حين تقطع قطعة من قلبك وانت في كامل ارادتك وأنت تعلم أنها ستؤلمك ..إن أسوأ الألم هو الألم الذي لاخيار ولا بد منه شئت أم أبيت لا مفر منه ...لقد ارتكبت خطأ في حق نفسي حين تناسيت مشاعري ...ففي خضم الأعمال الكثيره والإهتمام بإنجاز هذه الأعمال ننسى مشاعرنا التي في داخلنا تجاه من نحبهم ...ولا نحس بهذه المشاعر ومايتبعها من ألم ومعاناه إلا عندما يتم الإنتهاء من الأعمال التي شغلتنا عن هذه المشاعر فيصبح الألم مضاعف والمعاناة شديدة لأننا لم نعير هذه المشاعر إهتمام عندما كان وقت الإهتمام بها ...وحينها يصبح الألم أكبر وأعمق ...لأن كل شي يعوض إلا إهمال المشاعر وكبتها وعدم التفريغ عنها في وقتها..فإن لم تفعل ذلك فإنك حينها تصاب بحالة من الخواء والضياع الذي لا تعرف له سبب معين ..ولكنه مزعج ومؤلم وقاسي ....في هذه اللحظات أحسست أني قد فقدت عقلي ..إذ كيف بشخص كامل العقل والأهلية أن يوافق على أن يكابد هذه الآلام وهو راضي عنها وفي كامل إرادته ...كيف لشخص كامل الأهلية والعقل أن يسمح لنفسه أن يكون لا شيء...أن يكون خاويا ً..ضائعاً..حزيناً ..نعم لقد فقدت عقلي حين سمحت بأن تغيب عن ناظري وأن لا أسمع صوتها وأن لا أحس بوجودها وأن لا أحتضنها وأشاركها الأفراح والأحزان والأفكار والمشاعر ..كم اختلفنا كثيرا في وجهات النظر وكم تفهمنا بعضنا البعض وكم تلمسنا الأعذار لبعضنا البعض وكم وكم وكم .....لقد أصبحنا جسدين بروح واحدة ...كم أحبك يابنتي وكم أفتقدك كثيرا وكم أنا فخورة بك وكم أغبط نفسي لأنك قطعة مني وتنتمين إلي ...هذا هو عزائي أنك مني ..أحبك