• ×

قائمة

Rss قاريء

كُن أحمقاً تكن مشهوراً !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
أروى الزهراني .. جدة . نبراس .
image

في عالم التواصل الاجتماعي
اذا أردت أن تكن مشهوراً بدون أية دوافع أخرى ؛
فكُن فيلسوفاً بوقاحة أو مُهرّجاً ..
هذا ما نشهده منذ سنواتٍ قريبة ، وأضحى في ازدياد ..

مايدعو للغرابة ليس التهريج أو الوقاحة أو من يمارس المحظور ،
طبيعي جداً أن يخرُج من المجتمع عاهات وناقصين وبلا خُلق ،
الغريب في الأمر " الجمهور " كيف يتكالب بهذا الشكل الضخم
حول مهرّج واحد كل الذي يثبته ويريد إيصاله : كيف يكون في كل مرة أهبلُ من المرة التي سبقتها !
حتى المهرج أحياناً مع كامل تقديري يقدم وصلات مُضحكة وجديرة بالمشاهدة ،
وقد أُسيء لمهنته هنا حين أشبّه هؤلاء به ،
فهم بلا مضمون ، بلا غاية وبلا أهداف ،
وكثيراً بلا أخلاق ومبدأ ،
هؤلاء ينعقون على غير هدى ، ومع ذلك من فئة الأكثر مشاهدة وشهرة وجمهور ،
يثبتون لنا كم أن معظمنا للأسف حمقى وجَهلة وسُخفاء ،
وكيف أنهم وبالرغم من كونهم مجموعة حمقى لكنهم يحصدون الملايين من المشاهدات !
بحركات لا تمت للعقلاء بصلة أو بحديث يُقال أنه حديث الفلاسفة الصريح ولكنه حقيقة وقح ومتدني ،
يحصد أولئك الشهرة بهذا الشكل البارد وبدون أية مجهود وبحركة حمقاء واحدة .

ممن الخطأ ؟
ومن السبب وراء كل هذه المهزلة ؟
هل نحن بداية هذا الانتشار الضخم لفئة كتلك أضحت نصف المجتمع وليست مجرد فئة ؟
هل للإعلام دور كبير في تضخيمهم وانتشارهم ؟
أم أنه لا ذنب لنا ولا لهم ولا يد في كل ذلك !

ببساطة ، هذا المنبر ليس للوم أو لأن نضع الخطأ على عاتق أحد ،
المُجدي الآن أن تتوقف هذه المهزلة ، التي عهدناها كـ وصلات تهريجية لا تحدث سوى على شاكلة حلقات يقدمها لنا المهرج المعروف " مستر بن "
نضحك منها قليلاً وتنتهي ،
حتى أصبحت تحدث بشكل يومي في مجتمعنا
و صاروا المهرجين من أبناءنا وبناتنا
ولهم من جمهورهم شأن ولهم من الاعتبار مالم نشاهده يوماً تجاه العلماء والأدباء ! .

أعتقد أن الأغلب منا يعرف كيف تعامل الإعلام الإماراتي مع موضوع البرنامج الذي يخصّ الفنانة " أحلام "
رغم أن لها اعتبارها وأهميتها وشأنها ، إلا أن تصريح الجمهور الراقي والواعي والعقلاني لوحده كان كفيلٌ بإنهاء عرض هذا البرنامج الضخم والمتكلف والذي لم يُعرض منه سوى حلقة واحدة ،
ورغم هذا انتهى بسبب غضب الجمهور .

ما أريد توضيحه هنا ؛ أن للمجتمع شأن ، وصوته مسموع ،
وكلماته يؤخذ بها بجدية ،
وأننا كجمهور لكل مضمون محترم ويساهم في رقي هذا البلد ؛
فإن كلماتنا وأصواتنا يُعمَل بها من قِبَل الدولة أكثر من كلمات المسؤولين الكبار أحياناً ،
بامكاننا كجمهور أن نتّحد بأقلامنا وآرائنا وردات فعلنا لنصدّ كل مهرج وفاسد ومشهور جاءت شهرته من التشدق والاستعراض والتهريج ،
من الممكن جداً بحملة واحدة أن نشنّ قضية رأي عام تجاه كل هؤلاء الذين مازادوا المجتمعات إلا الضلال والجهل وبثوا مظاهر سيئة وصاروا قدوة لجيل كان من الممكن أن يكون أكثر وعياً وعقلانية وتديّناً وخُلقاً ،
لولا تفشّي أولئك بكل مظاهرهم في مجتمعنا وحياتنا وداخل منازلنا وفي هواتفنا وفي كل برنامج ،

الجمهور المُحترم يُحترَم ، وكل هذه الجماهير الضخمة على ضلال لأن الطرف الآخر المحترم اختار الصمت عوضاً عن الدفاع ،
وهذا السبب الرئيسي الذي جعل المهرّج يصبح في مجتمعنا صاحب شأن ،
والفاسدة أخلاقياً تصبح قدوة ،
والوسيم المتفلسف الذي ينعق على غير هدى يتحول لصورة عن فارس أحلام كل فتاة تُشاهده
وصورة عن كل رجل في مجتمعه بالنسبة للبعيدين في البلدان المجاورة ،
وهذا وإن كان ظُلماً ولكن دائماً الشرّ يعُمّ ، والشخص السيء يحتمل تبعات سوءه الأهل والمجتمع وحتى الدولة ،
وهذا مربط الفرس ،
متى نتصرّف ونُطلق هذا اللسان بالحق ؟
متى يجيء الوقت الذي نطبق فيه هذا القول ونكون أهلاً له :
" كالبنيان ؛ يشد بعضه بعضا " ؟

متى ماحدث ذلك ، فلن يكون هنالك مشهوراً سوى على قدر أحقيته ،
وحتى ذلك الحين ، إن كنت تريد الشهرة ،
فقط استعرض حماقاتك وتفلسف بما ليس لك به علم ؛
ستحصد الالاف في دقيقة حُمق واحدة ..

الطرف المقابل : لا تبق صامتاً فكلكم مسؤولٌ عن رعيّته .

بواسطة : روى الزهراني .. جدة . نبراس .
 2  0  1.0K

التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    27 مارس 2016 01:09 مساءً هدى عبدالله . :
    صدقتي ، صدقتي يا أروى لامستي الاحساس و الحقيقة !*
    احبببببت جدًا ❤❤❤
  • #2
    28 مارس 2016 01:49 صباحًا أروى الزهراني :
    سعيدة بمرورك هدى ،
    أسأل الله لهم الهداية ولنا الثبات*

جديد المقالات

بواسطة : فاطمه احمد

في زحام الحياة، نجدنا محاطين بعدد هائل من...


بواسطة : محمود النشيط إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

يجهل بعض من عامة الناس، والسياح في بعض الدول...


القوالب التكميلية للمقالات