في ليلة من ليالي الربيع في نفود المعيزيلة غرب مدينة لينة يظهر الليل بلونه الأسود الحالك - وجهه الحقيقي - بعيداً عن مساحيق الأضواء التي تضعها المدينة على وجنتيه .
يحدثني صاحبي عن عناقيد النجوم المنتشرة في كل مكان من الظلام ، ويشير إلى نجم الجدي تارة وتارة يشير إلى نجم المرزم لكنني أنظر إلى مايشير إليه فلا أرى الجدي ولا المرزم ، وإنما أشعر أن في تلك البقعة من الظلام حيث يضيء نجم بشدة فتاة يأخذ جدها بيدها ويشير إلى شمسنا ويقول : حول ذلك النجم يقع كوكب الأرض مسكن البشر أولاد آدم .
فتجيبه الفتاة : ومن هو آدم ياجدي ؟
فيرد : آدم هذا أول مخلوق بشري خلقه الله بيديه وأسكنه الجنة لكنه عصى الله بأكل الشجرة فعوقب بالنزول إلى كوكب الأرض
هذه قصة خيالية وإن شئت فقل حقيقية فكل شيء في الوجود محتمل خصوصاً وأن القرآن لم يتطرق إلى موضوع الحياة في كواكب أخرى غير الأرض ، وإن كانت هناك إشارات فيه تدل على وجود الحياة أكثر من عدم وجودها ، حيث يقول تعالى
﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾( سورة النحل / آية 49)
فماهي دواب السماء التي وردت في الآية قبل ذكر الملائكة ؟
ويقول تعالى ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ﴾
فهل سيجمعنا الله بهم ذات يوم ؟
ويقول تعالى ﴿و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ (سورة الاسراء / اية 70)
يقول ابن عثيمين رحمه الله : أي فضلهم على كثير من خلقه ويبقى كثير من خلقه لم يفضلهم عليهم
وفي قول الملائكة لله عز وجل﴿ أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء﴾
دليل على أن هناك قبل البشر خلق فعلوا ذلك وليس هناك مايثبت أن هذا الخلق هم الجن أو أن أفعالهم وقعت على كوكب الأرض فالآية تحتمل أكثر من معنى
وذكر الدلالات القرانية بحث يطول حصره ، وإنما القصد أن الأمر محتمل من جميع النواحي خصوصاً وأن العلم - وهو دليل الإنسان إلى الحقيقة - يزداد يوما بعد يوم باحتمال وجود حضارة مجاورة لنا في إحدى زوايا الفضاء
فالماء وهو أساس الحياة موجود في النيازك والكويكبات السيارة في الفضاء الخارجي وكويكب مثل سيريس "Ceres" يحتوي على كمية من الماء تعادل تلك التي تغطي بحار الكرة الأرضية بأكملها، رغم أن قطر الكويكب أصغر من قطر الأرض بست مرات.
وبحسب مايذكر الدكتور محمد قاسم بأن التلسكوب كبلر المخصص للبحث عن كواكب شبيهة بالأرض -برفقة عدة تلسكوبات أخرى- قد كشف عن أكثر من ألف كوكب في مجاميع نجمية، ودل على وجود أكثر من ستين مليار كوكب يشابه الأرض -إحصائيا- مجرتنا فقط.
ولو نظرنا إلى عدد النجوم فإن هناك ما يقارب 300 مليار نجم في مجرة درب اللبانة، فهل يعقل أن تكون الأرض الخافتة الزرقة في الكون الفسيح هي المستقر الوحيد للحياة؟
وقفة :
تخيلت لو أني قابلت مخلوقاً فضائياً .. فكيف سأبدأ الحديث معه ؟
هل أخبره أن نادي الهلال أكثر الفرق السعودية تحقيقاً لبطولة الدوري
وأن نادي ريال مدريد الإسباني أفضل نادٍ في العالم ؟
وهل سأحدثه عنا نحن العرب وأننا حكمنا الأرض قروناً طويلة وفتحنا الفتوحات وعلمنا الفرنسيين والأوربين مختلف العلوم حتى لا يتفاجأ عندما يقلب القنوات الفضائية فيستمع إلى نشرة الأخبار أو يشاهد الموجز الإقتصادي أو عندما يتصفح مجلة علمية تتحدث عن أحدث الاكتشافات وأصحابها
أحيانا أشعر أنني أود أن أتذمر أمامه وأقول :
أن الوظائف الحكومية في وطني أندر من الماس الأحمر وأن القطاع الخاص يقوم بعمل مسرحية هزلية في الصحف ووسائل الإعلام بالإعلانات عن وظائف وهمية يقع ضحيتها كثير من شباب وطني .
أخيراً
لابد أن أعطيه نبذة مختصرة عن معنى " الهياط " حتى لا يصدق كل مايسمعه على هذا الكوكب .
يحدثني صاحبي عن عناقيد النجوم المنتشرة في كل مكان من الظلام ، ويشير إلى نجم الجدي تارة وتارة يشير إلى نجم المرزم لكنني أنظر إلى مايشير إليه فلا أرى الجدي ولا المرزم ، وإنما أشعر أن في تلك البقعة من الظلام حيث يضيء نجم بشدة فتاة يأخذ جدها بيدها ويشير إلى شمسنا ويقول : حول ذلك النجم يقع كوكب الأرض مسكن البشر أولاد آدم .
فتجيبه الفتاة : ومن هو آدم ياجدي ؟
فيرد : آدم هذا أول مخلوق بشري خلقه الله بيديه وأسكنه الجنة لكنه عصى الله بأكل الشجرة فعوقب بالنزول إلى كوكب الأرض
هذه قصة خيالية وإن شئت فقل حقيقية فكل شيء في الوجود محتمل خصوصاً وأن القرآن لم يتطرق إلى موضوع الحياة في كواكب أخرى غير الأرض ، وإن كانت هناك إشارات فيه تدل على وجود الحياة أكثر من عدم وجودها ، حيث يقول تعالى
﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾( سورة النحل / آية 49)
فماهي دواب السماء التي وردت في الآية قبل ذكر الملائكة ؟
ويقول تعالى ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ﴾
فهل سيجمعنا الله بهم ذات يوم ؟
ويقول تعالى ﴿و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ (سورة الاسراء / اية 70)
يقول ابن عثيمين رحمه الله : أي فضلهم على كثير من خلقه ويبقى كثير من خلقه لم يفضلهم عليهم
وفي قول الملائكة لله عز وجل﴿ أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء﴾
دليل على أن هناك قبل البشر خلق فعلوا ذلك وليس هناك مايثبت أن هذا الخلق هم الجن أو أن أفعالهم وقعت على كوكب الأرض فالآية تحتمل أكثر من معنى
وذكر الدلالات القرانية بحث يطول حصره ، وإنما القصد أن الأمر محتمل من جميع النواحي خصوصاً وأن العلم - وهو دليل الإنسان إلى الحقيقة - يزداد يوما بعد يوم باحتمال وجود حضارة مجاورة لنا في إحدى زوايا الفضاء
فالماء وهو أساس الحياة موجود في النيازك والكويكبات السيارة في الفضاء الخارجي وكويكب مثل سيريس "Ceres" يحتوي على كمية من الماء تعادل تلك التي تغطي بحار الكرة الأرضية بأكملها، رغم أن قطر الكويكب أصغر من قطر الأرض بست مرات.
وبحسب مايذكر الدكتور محمد قاسم بأن التلسكوب كبلر المخصص للبحث عن كواكب شبيهة بالأرض -برفقة عدة تلسكوبات أخرى- قد كشف عن أكثر من ألف كوكب في مجاميع نجمية، ودل على وجود أكثر من ستين مليار كوكب يشابه الأرض -إحصائيا- مجرتنا فقط.
ولو نظرنا إلى عدد النجوم فإن هناك ما يقارب 300 مليار نجم في مجرة درب اللبانة، فهل يعقل أن تكون الأرض الخافتة الزرقة في الكون الفسيح هي المستقر الوحيد للحياة؟
وقفة :
تخيلت لو أني قابلت مخلوقاً فضائياً .. فكيف سأبدأ الحديث معه ؟
هل أخبره أن نادي الهلال أكثر الفرق السعودية تحقيقاً لبطولة الدوري
وأن نادي ريال مدريد الإسباني أفضل نادٍ في العالم ؟
وهل سأحدثه عنا نحن العرب وأننا حكمنا الأرض قروناً طويلة وفتحنا الفتوحات وعلمنا الفرنسيين والأوربين مختلف العلوم حتى لا يتفاجأ عندما يقلب القنوات الفضائية فيستمع إلى نشرة الأخبار أو يشاهد الموجز الإقتصادي أو عندما يتصفح مجلة علمية تتحدث عن أحدث الاكتشافات وأصحابها
أحيانا أشعر أنني أود أن أتذمر أمامه وأقول :
أن الوظائف الحكومية في وطني أندر من الماس الأحمر وأن القطاع الخاص يقوم بعمل مسرحية هزلية في الصحف ووسائل الإعلام بالإعلانات عن وظائف وهمية يقع ضحيتها كثير من شباب وطني .
أخيراً
لابد أن أعطيه نبذة مختصرة عن معنى " الهياط " حتى لا يصدق كل مايسمعه على هذا الكوكب .
بقلم / متعب المبلع
Muteb-2014@hotmail.com